الشعور بمراقبة الله عزّ وجل
ما هي الخطوات العملية لمحاسبة النفس ؟ وكيف نبدأ ؟
بعض الأمور التي ذكرها صاحب الكتاب ولم تذكرها صاحبة الموضوع : وأود التعليق عليها بشيء من الاختصار : 1 - اختيار مصاحبة الأخيار واجتناب مصاحبة ومجالسة الاشرار ان لجلوس الانسان مع غيره الأثر الكبير على سلوك الشخص المجالس وتصرفاته ، فان كان الجليس مؤمنا طيبا حسن الأخلاق انعكس شيء من اخلاقه الحسنه على من يجالسه ، وان كان سيئا بذي اللسان انعكس ذلك على جلسائه أيضا ، قال النبي (صلى الله عليه وآله سلم ): «المجالس ثلاثة: غانم، وسالم، وشاحب، فأما الغانم فالذي يذكر الله تعالى فيه ، وأما السالم فالساكت، وأما الشاحب فالذي يخوض في الباطل».(1) وقال (صلى الله عليه وآله) : «الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء».(2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه قال: « قال لي علي بن الحسين (عليهماالسلام) : يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: ياأبه من هم ؟ قال (علیه السلام) : إياك ومصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب، يقرب لك البعيد ويباعدلك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبةالبخيل فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الاحمق فانه يريد أنينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل فيثلاث مواضع " قال الله عزوجل " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعواأرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " (3) وقال: " الذين ينقضونعهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهماللعنة ولهم سوء الدار " (4) وقال في البقرة " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقهويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون " (5). »(6) 2 - تعويد النفس على الصفات الأخلاقية الحميدة على المسلم أن يعوّد نفسه على افعال الخير لأن النفس اذا اعتاد شيء ألفته وتستوحش بتركه ، وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) : " وعودوا أنفسكم الخير، وكونوا من أهله تعرفوا " (7) 3 - تعليم النفس على التروي في كل ما يفعله فطالما ما ندم من استعجل في امره ، ويروى أن آدم عليه السلام أوصى ولده فقال في بعض وصاياه : " إذا عزمتم على أمر فانظروا إلى عواقبه فإني لو نظرت في عاقبة أمري لم يصبني ما أصابني " (8) 4 - الابتعاد عن الأمور التي تثيرالشهوات والغرائز هناك كثير من الأمور التي تحرك غرائز الانسان وشهواته وخاصة في هذا الزمان فيجدر بالمرء الابتاعد عنها قدر الامكان فعن أمير المؤمنين (عليه السلام أنه قال : " من ترك الشهوات كان حرا، الحرص مفتاح التعب وداع إلى التقحم في الذنوب، والشره جامع لمساوي العيوب الحرص علامة الفقر، من أطلق طرفه كثر أسفه، قل ما تصدقك الامنية، رب طمع كاذب، وأمل خائب، من لجأ إلى الرجاء سقطت كرامته، همة الزاهد مخالفة الهوى والسلو عن الشهوات، ما هدم الدين مثل البدع، ولا أفسد الرجل مثل الطمع، إياك والاماني فإنها بضائع النوكى [ اي الحمقى ] لن يكمل العبد حقيقة الايمان حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه، من تيقن أن الله سبحانه يراه وهو يعمل بمعاصيه فقد جعله أهون الناظرين "(9) 5 - الاهتمام في البحث عن عيوب النفس ان نفس الانسان مليئة بالعيوب ولو اشتغل المرء باصلاح عيوبه طول عمره فلعل عمره لا يكفيه فينبغي للمؤمن الاشتغال باصلاح عيوب نفسه فيرتقي نحو الكمال واذا اكتشف المرء عيوبه انشغل عن عيوب الآخرين عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس " (10) ______________________________________ (1) أعلام الدين في صفات المؤمنين - (294) (2) أعلام الدين في صفات المؤمنين - (294) (3) محمد: 23(4) الرعد: 24.(5) البقرة: 26. (6) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (71 / 208) (7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (46 / 243) (8) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (75 / 452) (9) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (75 / 91) (10) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (1 / 199)