( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

صلاة الجمعة

هل صلاة الجمعة واجبة؟وهل الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ تعتبر دليلاً على وجوب صلاة الجمعة؟وماهو المقصود من الآية ؟ حيث انّ ظاهر معنى الآية يُفتي بوجوب صلاة الجمعة؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا اختلفت آراء فقهاء المذهب الجعفري حول شرائط وجوب وصحة صلاة الجمعة، حيث اعتبر أكثرهم أن وجود الإمام المعصوم شرط لوجوبها، فلا تجب إلا بحضوره أو بمنصوب من قبله، لكن عدداً لا يستهان به من فقهاء الشيعة رأوا وجوبها حتى في عصر غيبة الإمام مع توفر سائر الشرائط. وعدا قلة من الفقهاء يرون عدم صحتها في غياب الإمام، فإن فقهاء الشيعة يرون صحة إقامتها في زمن الغيبة مع توفر سائر الشرائط، وأن المكلف مخيّر بينها وبين صلاة الظهر يوم الجمعة. ويرى بعض الفقهاء أنها إذا أقيمت بشرائطها تصبح واجبة ويجب الحضور لها، فالناس مخيّرون بين إقامة صلاة الجمعة أو أداء صلاة الظهر، لكنه إذا تصدى عدد تنعقد بهم صلاة الجمعة سبعة أو خمسة أشخاص، وتقدمهم من تتوفر فيه شرائط إمام الجماعة المعروفة، ينتهي التخيير، ويتعين على المكلفين ضمن الشروط المقررة حضور صلاة الجمعة. وهو رأي السيد الخوئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد فضل الله وآخرين. بينما يرى فقهاء آخرون استمرار التخيير بين الجمعة والظهر حتى مع إقامتها، لكن صلاة الجمعة أفضل من صلاة الظهر. قال السيد السيستاني: «صلاة الجمعة واجبة تخييراً على الأظهر، ومعنى ذلك: أن المكلف يوم الجمعة مخير بين الإتيان بصلاة الجمعة على النحو الذي تتوفر فيه شرائطها، وبين الإتيان بصلاة الظهر، ولكن إقامة الجمعة أفضل فإذا أتى بها مع الشرائط أجزأت عن الظهر». وقال الشيخ الفيّاض: «إذا أقيمت صلاة الجمعة في يومها بتمام شروطها، فالمكلف مخيّر بين أن يحضر فيها أو يصلي صلاة الظهر، وإن كان الأول "صلاة الجمعة" أفضل وأجدر” ومن النصوص الشرعية والحث على صلاة الجمعة: يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ﴿نودي﴾ من مادة (نداء) وهي بمعنى الآذان إذ لا نداء للصلاة غير الآذان، فعندما يرتفع الآذان لصلاة الجمعة يكون لزاماً على الناس أن يتركوا مكاسبهم ومعايشهم، ويذهبوا إلى الصلاة، وهي أهم ذكر الله. وعبارة ﴿ذلكم خير لكم﴾ إشارة إلى أن إقامة صلاة الجمعة وترك المكاسب والعمل في هذا الوقت، خير وأنفع للمسلمين من حطام الدنيا وملاذها الزائلة. ومن الواضح أن لأمر ترك البيع والشراء مفهوماً واسعاً يشمل كل عمل يمكن أن يزاحم الصلاة. من الجدير بالملاحظة أن بعض الروايات جاءت حول الصلاة اليومية «إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة». وقد عبرت الآية فيما يتعلق بصلاة الجمعة بقولها: ﴿فاسعوا﴾ لتعطي أهمية بالغة لصلاة الجمعة . ولأن السعي بمعنى السير السريع والإسراع في المشي كالعدو والركض، فالآية تدلنا على وجوب السرعة عند الآذان والنداء للصلاة يوم الجمعة. أما الأحاديث والروايات الواردة حول صلاة الجمعة فهي كثيرة جداً، يقول السيد الخوئي: هي من الكثرة بمكان ومتجاوزة حد الاستفاضة بلا ريب، وقد أنهاها بعضهم إلى مائتي (200) حديث، فقال: فالذي يدل على الوجوب بصريحه من الصحاح والحسان والموثقات وغيرها أربعون حديثاً، والذي يدل بظاهره على الوجوب خمسون حديثاً، والذي يدل على المشروعية في الجملة أعم من أن يكون عينياً أو تخييرياً تسعون حديثاً، والذي يدل بعمومه على وجوب الجمعة وفضلها عشرون حديثاً. وننقل بعض تلك النصوص كنماذج وأمثلة: 1. عن رسول الله : «من أتى الجمعة إيماناً واحتساباً استأنف العمل» .أي أن ذنوبه قد غفرت له. 2. عن رسول الله : «أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فما من مؤمن مشى فيه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يؤمر به إلى الجنة». 3. جاء أعرابي إلى النبي يقال له: قليب، فقال له: يا رسول الله، إني تهيأت إلى الحج كذا وكذا مرة فما قدر لي؟ فقال : «يا قليب، عليك بالجمعة فإنها حج المساكين». 4. وقال النبي في خطبة طويلة نقلها المخالف والمؤالف: «إن الله تبارك وتعالى فرض عليكم الجمعة، فمن تركها في حياتي، أو بعد موتي، استخفافاً بها، أو جحوداً لها، فلا جمع الله شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا برّ له، حتى يتوب». 5. جاء في رواية صحيحة عن زرارة بن أعين، عن الإمام محمد بن علي الباقر أنه قال: «فرض الله عز وجل على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمساً وثلاثين صلاة، منها صلاة واحدة فرضها الله عز وجل في جماعة وهي الجمعة». 6. صحيحة أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن علي الباقر يقول: «من ترك الجمعة ثلاثاً متواليات بغير علة طبع الله على قلبه». قال السيد الخوئي تعليقاً على الرواية: طبع الله على قلبه هو من أوصاف المنافقين وكناية عن كون ذلك موجباً للعصيان. وسندها صحيح. 7. عن الإمام الصادق : «ما من قدم سعت إلى الجمعة إلا حرّم الله جسدها على النار». دمتم في رعاية الله

4