( 27 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

العلاقه المحرمه

السلام عليكم هل يوجد حديث نبوي عن صداقه البنت و الولد على انها محرمه


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز لأهمية هذا السؤال اسمحوا لنا ببيان جوابه بشيء من التفصيل: في البداية لابد أن نلفت عنايتكم إلى أمرين مهمين: الأول: أن المسائل الشرعية يرجع فيها إلى الفقيه المختص الذي يستنبطها من الأدلة الشرعية، وليس كل دليل يمكن فهمه من قبل غير المتخصص. وهذا أمر طبيعي في كل مجال فيه اختصاص. فالذي ينبغي بالمؤمن هو أن يطبق الفتوى، ويطيع الله تعالى، بلا حاجة إلى المناقشة فيها ما دام لم يكن من أهل الاختصاص. الثاني: أن الإنسان المؤمن الذي يحاول الحفاظ على دينه، إذا لم يستطع الشيطان أن يغويه للإيقاعه في الحرام، قد يأتيه من جهة أخرى وهي: أن يجعله يُشَكّك في حرمة العمل المحرم، مثلا: المؤمن لا ينظر إلى المرأة بشهوة؛ لأنه عمل قبيح ومحرم شرعا، فإذا لم يستطع الشيطان أن يجعله يفعل الحرام، يأتيه من طريق آخر فيجعله يُشَكّك في حرمة النظر: فيقول له: من قال لك إن النظر محرم شرعا؟ وهل هناك آية تدل على ذلك؟ وإذا كانت هناك آية فمن قال إنها تشمل كل الناس؟ أنت مضطر للنظر لأنك محتاج إلى إشباع شهوتك ... المزید وهكذا يحاول معه التشكيك في حرمة الشيء إلى أن يصل إلى مرحلة ينكر فيها الحرمة، ويفتي بالحلية كي يبرر أفعاله والعياذ بالله! فاحذر يا أخي أن تقع في هذه المسألة الخطيرة، فإن اقتراف المعصية لعله أهون بكثير من إنكار حرمتها والإفتاء بخلاف ما أنزل الله تعالى. ومن العلامات التي يمكن أن يستعين بها الإنسان لمعرفة وسوسة الشيطان: أن ينظر إلى نفسه هل هو يسأل عن الدليل عن كل المسائل الشرعية أم عن المسائل التي لا تتوافق مع مصلحته الشخصية؟ فلماذا لا يسأل المكلف عن الدليل على وجوب قراءة السورة مثلا في الصلاة، لكنه يسأل عن دليل الحجاب والخمس والزكاة والصداقة مع الجنس الآخر وما إلى ذلك من الأمور التي لا تتوافق مع مصالحه؟! وبعد اتضاح هذين الأمرين أنقل لكم بعض الروايات التي يمكن أن تقرب لكم الموضوع، وأترك الأدلة التي لا يسع شرحها وتحتاج إلى مقدمات طويلة (ولا نذكر ذلك من باب الاستدلال؛ فإن هذا من عمل الفقهاء أعلى الله مقامهم كما تبين): 1- عن النبي (صلى الله عليه وآله) «مَنْ‏ صَافَحَ‏ امْرَأَةً حَرَاماً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ فَاكَهَ امْرَأَةً لَا يَمْلِكُهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ فِي النَّار». 2- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)...‏ أَنْ‏ تَتَكَلَّمَ‏ الْمَرْأَةُ عِنْدَ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ كَلِمَاتٍ مِمَّا لَا بُدَّ لَهَا مِنْه». 3- روى أحد أصحاب الأئمة (عليه السلام) فقال: «كُنْتُ أُقْرِئُ امْرَأَةً كُنْتُ أُعَلِّمُهَا الْقُرْآنَ فَمَازَحْتُهَا بِشَيْ‏ءٍ! فَقَدِمْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فَقَالَ لِي: أَيَّ شَيْ‏ءٍ قُلْتَ لِلْمَرْأَةِ؟! فَغَطَّيْتُ وَجْهِي! فَقَالَ لَا تَعُودَنَّ إِلَيْهَا». هذه الروايات الشريفة تكفي للمؤمن المتقي في أن يمتنع عن اقتراف هذا الفعل القبيح المحرم! ويضاف إلى ذلك: أن الإنسان الغيور لا يرضى على عرضه ولا على عرض الناس أن يصادقهن أحد. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نُبِّئْتُ أَنَّ نِسَاءَكُمْ يُوَافِينَ‏ الرِّجَالَ‏ فِي الطَّرِيقِ أَمَا تَسْتَحْيُونَ! وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَا يَغَارُ». عصمنا الله وإياكم من الوقوع في الزلل والخطأ..

5