الحجاب عند اليهود
كان الحجاب ظاهرة في إيران القديمة وبين اليهود، ومن المحتمل أنّه كان هناك حجاب في الهند، وكان الحجاب لدى هذه الأمم أكثر تشديداً عمّا جاء في شريعة الإسلام . فما صحة هذا الكلام ؟
إنّ الثابت تاريخيّاً هو أنّ الحجاب قبل الإسلام كانت له مصداقيّة لدى بعض الأمم.
فقد كان الحجاب ظاهرة في إيران القديمة وبين اليهود، ومن المحتمل أنّه كان هناك حجاب في الهند، وكان الحجاب لدى هذه الأمم أكثر تشديداً عمّا جاء في شريعة الإسلام.
أمّا لدى عرب الجاهليّة فلم يكن هناك وجود للحجاب، وقد تحقّق لهذه الظاهرة وجود لدى العرب بفضل رسالة الإسلام.
الحجاب عند اليهود
يقول "ويل ديورانت" في "قصّة الحضارة":"كان في وسع الرجل أن يُطلِّق زوجته، إذا عصت أوامر الشريعة اليهوديّة، بأنْ سارت أمام الناس عارية الرأس، أو غزلت الخيط في الطريق العامّ، أو تحدّثت إلى مختلف أصناف الناس، أو إذا كانت عالية الصوت، أي إذا كانت تتحدّث في بيتها ويستطيع جيرانها سماع ما تقول، ولم يكن عليه في هذه الأحوال أنْ يردّ إليها بائنتها".
في هذا الضوء فالحجاب الذي كان يلتزم به اليهود كان أكثر تشديداً ممّا يلتزم به الحجاب الإسلاميّ من حدود.
الحجاب في إيران القديمة
يقول ديورانت:"كان للمرأة في بلاد فارس مقام سامٍ في أيام زرادشت كما هي عادة القدماء، فقد كانت تسير بين الناس بكامل حريّتها سافرة الوجه".
ثم يقول:"ثمّ انحطّت منزلتها بعد داريوش، وخاصّة بين الأغنياء، فأمّا المرأة الفقيرة فقد احتفظت بحريّتها في التنقّل لاضطرارها الى العمل، وأمّا غير الفقيرات فقد كانت العزلة المفروضة عليهنّ في أيّام حيضهنّ كلّها تمتدُّ حتى تشمل جميع حياتهنّ الاجتماعيّة، وكان ذلك أساس نظام البردة عند المسلمين. ولم تكن نساء الطبقات العليا يجرؤن على الخروج من بيوتهنّ إلا في هوادج مسجّفة، ولم يكن يُسمح لهنّ بالاختلاط بالرجال علناً. وحُرّم على المتزوّجات منهنّ أنْ يرين أحداً من الرجال ولو كانوا أقرب الناس إليهنّ كآبائهنّ أو إخوتهنّ. ولم تُذكر النساء قطّ أو يُرسمن في النقوش أو التماثيل العامّة في بلاد فارس القديمة