لقد أشار القران الكريم أن الناس قليل ما يشكرون و أن أكثرهم لا يشكرون ، فما الأمور التي تجعل أكثر الناس منسلخين عن شكر المنعم بالرغم من ان شكر المنعم أمر فطري ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
الإنسان بطبعه وفطرته السليمة يرى بأن الشكر حقٌ وواجب مقدس، وبفطرته إذا قدم له شخصٌ شئ يرى بأن عليه شكره ومنقاد إلى مجازاته إلى ما قدم، ولذلك النصوص القرآنية والنبوية عندما تأتي فهي تؤكد على أمر وجداني، معناه أن الله عزوجل أو النبي عندما يأمرون بالشكر لا أنهم يبتكرون شئ أو يبتدعون شيئاً جديداً، لا. الشكر أمر يقرره عقولنا ويقرره وجداننا وفطرتنا وذوقنا فالنصوص تأكد هذا الأمر.
القرآن يقول: ﴿وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ وفي آية أخرى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ وفي آية ثالثة: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾.
ومن الأسباب التي تمنع الإنسان من شكر الله تعالى على نعمته وتدفعه إلى الجحود فيها:
١-الغرور: فقد يغتر الإنسان بدوام النعمة ولا يعتقد زوالها، ويظن أنَّها دائمة بدون أي شك في زوالها.
٢-عدم الشعور بقيمة النعمة: وعدم الشعور بالفرق الذي يُشكّله غياب هذه النعمة، وعدم الشعور بعظيم فضل هذه النعم، مُتناسيًا فضل الشكر على دوام النعمة.
٣-عدم الإتعاظ: فلا يتعظ الإنسان ويحصل على العبرة من فقدانه لبعض النعم، أو من رؤيته لفقد غيره للنعمة.
٤-انعدام القناعة: فلا يقنع الإنسان بما لديه من النعم، ويظل ينظر إلى من هم أحسن منه حالًا.
٥-الشعور بالأمن من مكر الله: أي أنَّه يظن أنَّ الله تعالى لن يُعاقبه ولن يُزيل النعمة التي هو فيها.
٦-التكبّر والبطر: والذي ينتج بالأغلب عندما يغتني الإنسان بعد فقره فيظن أنَّ ما عليه من النعم هو نتاج نفسه فقط.
وغيرها من الأسباب التي تجعل الإنسان لايشكر الله على نعمه الكثيرة .
دمتم في رعاية الله