( 25 سنة ) - العراق
منذ سنتين

عقوبة العادة السرية

هل هناك عقوبة لمن يمارس العادة السريّة في الدّنيا والآخرة؟


قبل الجواب على سؤالكم ينبغي الالتفات إلى أن العادة السرية لها أسماء مختلفة، فتسمى بـ(الاستمناء)، و(الخضخضة)، و(نكاح الكف)، و(الدلك)، و(العبث بالذَكَر). أمّا العقاب الدّنيوي فهو (التعزير)، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: «أُتي عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) برجل عبث بذَكرِه حتّى أنزل، فضرب يده بالدرّة حتى احمرّت». (وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٦٣). وأمّا العقاب الأخروي فقد ورد فيه عدّة روايات: ١- عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «ناكحُ الكفِّ ملعونٌ». (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠١ - الصفحة ٣٠). ٢- روي أنه سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن (الخضخضة) فقال: «إثمٌ عظيمٌ، قد نهى اللهُ تعالى عنه في كتابه، وفاعلُهُ كناكحِ نفسه، ولو علمتُ بمن يفعله ما أكلتُ معه! فقال السائل: فبيّن لي يا ابن رسول الله من كتاب الله نهيَهُ؟ فقال: قول الله {فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ} هو ممّا وراء ذلك! فقال الرجل: أيّما أكبر الزنا أو هي؟ قال: هو ذنب عظيم قد قال القائل: بعض الذنوب أهون من بعض، والذنوب كلها عظيم عند الله لأنها معاص، وإنّ الله لا يُحبّ من العباد العصيان، وقد نهانا الله عن ذلك، لأنّها من عمل الشيطان، وقال {إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ}. ( الخصال: ج1، ص52). ٣- وعنه (عليه السلام) أيضاً: في الرجل ينكح بهيمةً أو يدلكُ؟ فقال: «كل ما أنزل به الرجل ماءه في هذا وشبهه فهو زنا». (وسائل الشيعة (ط آل البيت) - الحر العاملي: ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٩). ويكفي بهذه الروايات بياناً لشناعة هذا الفعل القبيح الذي تأباه النفوس السليمة، مع غضّ النظر عمّا فيه من أضرار على صحة الإنسان، فيجب أن يتوب العاصي بهذا الذنب ويستغفر الله، مع العزم على عدم العود. هذا، ولا يخفى أنّ حرمة الاستمناء لا تختصّ بالرجال بل تعمّ النساء أيضاً.

5