عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُونَهُ . فَيُقَالُ لَهُمْ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ . فَيُقَالُ لَهُمْ : عَلَى مَا صَبَرْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ . فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ ... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [2]‏ " [3] . [1] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . [2] القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 459 . [3] الكافي : 2 / 75 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية . وليس الصبر بالأمر الهيّن ولكن عاقبته الحسنى والفلاح ، فان للصابرين منزلة عظيمة عند الله تعالى فعن الامام علي (عليه السلام) قال: « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: " صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والارض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش " » وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " اصبروا على الدنيا ، فانّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألماً ولا سروراً ، وما لم يجيء فلا تدري ما هو ، وانما هي ساعتك التي أنت فيها ، فاصبر فيها على طاعة الله ، واصبر فيها عن معصية الله " وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي - (15 / 237)