logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

قوة الشيطان

هل صحيح بأن الشيطان أقوى من الإنسان؟


لعل الكثير منا يشكو من الشيطان ويعلل فتوره في العبادة بأن الشيطان يغويه فيقول أن شيطاني قويّ ولا أقدر على مصارعتهُ هذا إضافة إلى ما تلقيهِ عليه الدنيا وما يأتي به عليه الهوى والنفس التي تعتبر الأسد الأكبر فيكون المجموع كما قال الشاعر: نفسي وأبليس والدنياوالهوى كيف الخلاص وكلهم أعداء فهل صحيح بأن الشيطان أقوى من الإنسان؟ وأن الإنسان غير قادر على مصارعة الشيطان وصرعه ؟ كلا فكيف وصل الكثير من الناس إلى درجات عاليه من الأيمان والصفاء الروحي واستطاعوا أن يتغلبوا على الشيطان والهوى والدنيا وميل النفس إلى المغريات والى الطبيعة الظلماء ؟؟؟ ] وقد قال تعالى يصف كيد الشيطان [ أن كيد الشيطان كان ضعيفا ] فما هوَ الحل وما عسانا أن نفعل لكي ننتصر على هذا العدو البسيط ؟؟؟؟؟ القرآن يوجهنا [ ولأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ] فعلينا أذن الإخلاص لله سبحانه تعالى في كل الأمور وخصوصاً بالواجبات التي فرضها سبحانه علينا والتمسك القوي بحبله المتين حتى نقوى على مجابهة كل الأعداء والاستعانة بأهل البيت سلام الله عليهم كما يتوجب علينا أن لا نخشى ولا نخاف سوى الله [ ومن خافَ الله أخافَ اللهَ منه كل شئ] وأن ننصر الله ونتقرب إلى الله حتى نكون محميين بحمى الله فلا يستطيع الشيطان أن يقترب من هذا الحمى وهل يوجد حارس أو حامي أشد بطشاً من الله ولا يتم هذا النصر وهذا التقرب ألا بالقيام والنهوض عن هذهِ الغفلة وبالإكثار من الطاعة العبادة لله لنتقرب إلى الله زلفى وخصوصاً كثرة وإطالة السجود والنجوى بين يدي الله ولعل سرعة وقوعنا بيد الشيطان دليل على ضعف إخلاصنا لله فيتوجب علينا حينها التوبة وذلك لأننا كنا نعبد الشطان لأن من اتبع الشيطان فقد عبده فلنحاربه بالقيام لصلاة الليل وصلاة الصبح حتى نتمكن من دحره عليه اللعنة وسوء لنستقبل يومنا بشيطان ضعيف أخرس يخشى مجابهتنا ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ وقال تعالى {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (62) سورة الزخرف و يتبين من الآية أن الشيطان عدو للإنسان يريد صده عن الطاعة و يتضح منها كذلك أن عداوته بيـّـنة واضحة جلية و لذلك فهو يستدرج الإنسان خطوة خطوة حتى يقع في حبائله و لذا كان عليه الصلاة و السلام يستعيذ بالله من الشيطان و شرّكه – و الشرّك هو الفخ – و لذا فقد حذرنا الله عز و جل من إتباع خطوات الشيطان في أكثر من موضع في كتابه الكريم حيث قال { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (168) سورة البقرة و تكرر هذا الجزء من الآية الكريمة بنفس الكلمات في الآية (208) سورة البقرة و كذلك الآية (142) سورة الأنعام و قال تعالى في سورة النور {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } (21) سورة النــور و فيما يلي بيان لطرق الشيطان في إغواء الإنسان : أولا ً : الشرك بالله : و هي الغاية الكبرى التي يهدف إليها الشيطان و من أجلها قد يتبع خطة تمتد لعشرات السنين فإن أفلح و ظفر من أبن آدم بما يريد فقد أهلكه ، إذ يقول الحق سبحانه و تعالى { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (72) سورة المائدة و يقول {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة و يقول {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء و إن سبقت للعبد من الله الحسنى و عصمه الله من الشرك فإن الشيطان يحاول معه بالوسيلة الثانية.. ثانيا ً : البدعة : و المبتدعة هم أعداء الرسل إذ أنهم هم الذين غيروا دين الله و أمروا الناس أن يتعبدوا لله بشرع لم يأت به نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام و البدعة بوابة الكفر إذ أن خطر المبتدع أعظم من خطر العصاة فقد يتوب العاصي و يرجع إلى الله أما المبتدع فقلما يتوب لأنه يعتقد إن البدعة هي عين السنة – لذا وجب على المسلم أن يسأل أهل العلم عن كيفية العبادة الصحيحة - فإن أفلح الشيطان و ظفر من أبن آدم بما يريد فقد أهلكه إذ يقول عليه الصلاة و السلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و قال " من عمل عملا ً ليس عليه أمرنا فهو رد " و إن سبقت للعبد من الله الحسنى و عصمه الله من الإبتداع فإن الشيطان يحاول معه بالوسيلة الثالثة.. ثالثا ً : الكبائر : يجتهد الشيطان في إيقاع العبد في الكبائر عن طريق تزيينها له و ينفث في أذنه أن الله غفور رحيم و يمنيه بطول الأجل و أنه سيتوب بعد أن يفعل المعصية و قد يستغرق الأمر عدة أعوام من الشيطان حتى يستطيع أن يوقع العبد في كبيرة واحدة يظل بعدها متلطخا ً بآثارها ، و للشيطان أعوان من بني آدم يقومون بعمله فيصغرون الكبائر في أعين أصحابها حتى يعتادها فإن أفلح الشيطان و ظفر من أبن آدم بما يريد فقد أهلكه إذ يقول عليه الصلاة و السلام " اجتنبوا السبع الموبقات " – و الموبقات أي المهلكات – و ذكر بعدها أعمالا ً عدها من الكبائر في أحاديث أخرى – مثل قتل النفس بغير حق – و إن سبقت للعبد من الله الحسنى و عصمه الله من الكبائر فإن الشيطان يحاول معه بالوسيلة الرابعة.. رابعا ً : الصغائر : و لكونها صغائر فإن الكثير من الناس يفعلها بلا حرج على الرغم من أن إصرار العبد على الصغائر أعظم من إتيانه الكبائر لأن تكرار الصغيرة يقسي القلب و ينزع هيبة الله منه لذا فإياك أن تنظر إلى صغر المعصية و لكن أنظر إلى عظم من عصيته و اعلم أنه قد يكون الذنب من الصغائر و لكن الإصرار على فعله يعد من الكبائر ، فإن أفلح الشيطان و ظفر من أبن آدم بما يريد فقد أهلكه إذ يقول عليه الصلاة و السلام " إياكم و محقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " و إن سبقت للعبد من الله الحسنى و عصمه الله من الصغائر فإن الشيطان يحاول معه بالوسيلة الخامسة.. خامسا ً : التوسع في المباح : و المباح هو ما أستوى طرفاه فلا مدح فيه و لا ذم ، و التوسع فيه يفوّت على العبد من العبادات ما هو أعظم أجرا ً فمن يعمل ثلثي اليوم و ينام الثلث الباقي فإن عمله يلهيه عن ذكر الله و يأخذ وقت كان ينبغي للعبد أن يجعل فيه وردا ً ثابتا ً ( قرآن – إستغفار ... المزید إلخ ) و التوسع في الأكل يؤدي إلى خمول الناس فلا يقومون للصلاة إلا كسالى – و يتضح هذا في صلاة التراويح في رمضان - قال تعالى {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف و كم ضيع الناس في التوسع في المباحات من عبادات فتراهم يتهافتون على شراء أحدث الأجهزة و لا يتصدقون على الفقراء إلا من رحم ربي و إن سبقت للعبد من الله الحسنى و عصمه الله من التوسع في المباحات فإن الشيطان يحاول معه بالوسيلة السادسة.. سادسا : الإشتغال بالمفضول عن الفاضل : فإذا لم يستطع الشيطان أن يوقع أبن آدم في الشر فهو على الأقل يقوم بتقليل خيره إذ أنه من المعلوم أن الأعمال الصالحات درجات و لأن العمر لن يكفي لفعل كل الطاعات فعلى العاقل أن يبحث عن أفضل الأعمال الصالحة و أعظمها أجرا ً ليفعلها و لذا لم يكن الصحابة – رضوان الله عليهم – يفعلون ما خطر على بالهم من أعمال خيـّـرة و إنما كثر سؤالهم الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم عن أفضل الأعمال و أحبها إلى الله تعالى لذا فعليك عندما تريد أن تفعل الخير أن تبحث عن أعلى الخير لتفعله و بالجملة فإن الشيطان لن يدع أبن آدم يهنأ بالطاعة أبدا ً و أنما سيحاول جاهدا ً أن يكون له نصيب فيها {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(16) (17) سورة الأعراف .... أعاذنا الله و إياكم من الشيطان و شرّكه ... اللهم آمين

5