اهل القبور

عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) انه - لما أشرف على القبور وهو راجعٌ من صفين - انه قال لأصحابه: (( يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق. أما الدور فقد سكنت، وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت. هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى ..)) اللهم ارزقنا العفو والمعافاة والعافية في الدين والدنيا والاخرة ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضا عنّا وارزقنا حسن العاقبة برحمتك يا ارحم الراحمين ... المزید..... وروي أيضا : عن عبد الرحمان ابن جندب قال: لما رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) من صفين، وجاز دور بني عوف و كنا معه، إذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما هذه القبور ؟ " فقال له قدامة بن العجلان الازدي: يا أمير المؤمنين ! إن خباب بن الارت توفي بعد مخرجك فأوصى أن يدفن في الظهر، وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم فدفن الناس إلى جنبه. فقال (عليه السلام): " رحم الله خباباً فقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً وابتلى في جسده أحوالاً، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً " فجاء حتى وقف عليهم ثم قال (عليه السلام): " السلام عليكم يا أهل الديار، الموحشة، والمحال المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا سلف وفرط، ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون، اللّهُمَّ اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنّا وعنهم " ثم قال (عليه السلام): " الحمد لله الذي جعل الارض كفاتاً أحياء وأمواتاً الحمد لله الذي منها خلقنا وفيها يعيدنا وعليها يحشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله بذلك " بحار الأنوار - (79 / 179)