إسلام هند
كانت هند زوجة أبي سفيان قد أسلمت بعد فتح مكة، فسألها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف رأيت دين الإسلام؟
قالت: أفضل دين، لولا ثلاثة أشياء فيه.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما هي:
قالت:
أحدها التجبية، أي الركوع والسجود.
الثاني: المعجر، أي الحجاب.
الثالث، صعود هذا الغلام الأسود سطح الكعبة، أي أذان بلال.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم)
أما التجبية: فلا تقبل الصلاة بدونها.
وأما الحجاب: فهو أفضل لباس للمرأة.
وأما الغلام الأسود، فهو من أفضل خلق الله.
وكتب المفسّرون في قصّة بيعة هند:
«روي أنّ النبي بايعهنّ وكان على الصفا، وهند بنت عتبة متنقّبة متنكّرة خوفاً من أن يعرفها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال أُبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً،
فقالت هند: انّك لتأخذ علينا أمراً ما أخذته على الرجال
وذلك انّه بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ولا تسرقن.
فقالت هند: إنّ أبا سفيان ممسك وانّي أصبت من ماله هنات فلا أدري أيحلّ لي أمّ لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال .. فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفها فقال لها:
وانّك هند بنت عتبة، فقالت: نعم فاعف عمّا سلف يانبي الله عفا الله عنك. فقال صلى الله عليه وآله : ولا تزنين.
فقالت هند: أو تزني الحرّة، فتبسّم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية،
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): « ولا تقتلن أولادكن،
فقالت هند: ربّيناهم صغاراً وقتلوهم كباراً وأنتم وهم أعلم. وكان إبنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم بدر. وقال النبي: ولا تأتين ببهتان
قالت هند: والله إنّ البهتان قبيح وما تأمرنا إلاّ بالرشد ومكارم الأخلاق، ولمّا قال: ولا يعصينك في معروف قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء»