( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

صوم المسافر عند غضب والدة

السلام عليكم هل الاموات يلتقون في عالم البرزخ وشكد مدة إلقاء هل الا يوم القيامة أو بس اول يوم وهل الارواح تبقى بل قبر أو بعالم البرزخ أو بمكان آخر؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا قال السيد محمد حسين الطباطبائي الفيلسوف والمفسر المعروف في كتابه (الشيعة في الإسلام ص 140) عند كلامه عن (عالم البرزخ): ((.. ومما يستفاد من القرآن الكريم والسنّة, ان الإنسان يتمتع بحياة مؤقتة ومحدودة في الحد الفاصل بين الموت ويوم القيامة, والتي تعتبر رابطة بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى (انظر البحار ج 2 باب عالم البرزخ).. والإنسان بعد موته, يحاسب محاسبة خاصة من حيث الاعتقاد, والأعمال الحسنة والسيئة التي كان عليها في الدنيا, وبعد هذه المحاسبة المختصرة, ووفقاً للنتيجة التي يحصل عليها, يحكم عليه بحياة سعيدة أو شقية, ويكون عليها إلى يوم القيامة (انظر البحار ج 2 باب عالم البرزخ). وحالة الإنسان في عالم البرزخ تشابه كثيراً حالة الشخص الذي يراد التحقيق معه لما قام به من أعمال, فيجلب إلى دائرة قضائية كي تتم مراحل الاستجواب والاستنطاق منه, لغرض تنظيم ملف له وبعدها يقضي فترة ينتظر خلالها وقت محاكمته. روح الإنسان في عالم البرزخ, تعيش بالشكل الذي كانت عليه في الدنيا, فإذا كانت من الصلحاء, تتمتع بالسعادة والنعمة وجوار الصلحاء والمقربين لله تعالى, وإذا ما كانت من الأشقياء, تقضيها في النقمة والعذاب, ومصاحبة الأشرار, وأهل الضلال.. فالله جل شأنه يصف حالة بعض السعداء بقوله: ((وَ لاَ تَحسَبَنَّ الَّذينَ قتلوا في سَبيل اللّه أَموَاتًا بَل أَحيَاء عندَ رَبّهم يرزَقونَ * فرحينَ بمَا آتَاهم اللّه من فضله وَيَستَبشرونَ بالَّذينَ لَم يَلحَقوا بهم مّن خَلفهم أَلاَّ خَوٌف عَلَيهم وَلاَ هم يَحزَنونَ * يَستَبشرونَ بنعمَة مّنَ اللّه وفضل وَأَنَّ اللّهَ لاَ يضيع أَجرَ المؤمنينَ )) (آل عمران:169-171).. وفي وصف حالة مجموعة أخرى يقول تعالى: ((الذين كانوا ينفقون أموالهم وثرواتهم في مشاريع غير مشروعة في الحياة الدنيا, يصفهم بقوله تعالى: (( حَتَّى إذَا جَاء أَحَدَهم المَوت قَالَ رَبّ ارجعون * لَعَلّي أَعمَل صَالحًا فيمَا تَرَكت كَلَّا إنَّهَا كَلمَةٌ هوَ قَائلهَا وَمن وَرَائهم بَرزَخٌ إلَى يَوم يبعَثونَ )) (المؤمنون:99 - 100). انتهى. فالحياة البرزخية لها نوع تعلق بالدنيا ففيها تعارف بين الأصدقاء والمعارف حتى ورد في الروايات انّهم يستبشرون بمن أتاهم ويسألونهم عما فعل اخوانهم ويجلسون ويتحدثون ويتزاورون ويزورون أهلهم وان الخيرين يحجب عنهم كل ما يسوئهم مما يقع على أهلهم وأن الأشرار يحجب عنهم كل ما يسرهم من قبل أهلهم. وعلى كل فالمستفاد من مجموع الروايات أن الأرواح في الحياة البرزخية تتذكر ما جرى لها وما عملت وتتعرف على الأشياء ، وان الأعمال في الدنيا تتجسد هناك ، وأن منكر ونكير يسألونها عما عمل الإنسان في الدنيا وعن عقيدته. ولكن يبقى السؤال في انه هل يتذكر كل شيء؟ فهذا ما لم نجد تصريح به في الروايات, فروايات مسائلة منكر ونكير لم تذكر السؤال عن كل شيء بل بعضها يقصر السؤال على من محض الإيمان ومن محض الكفر. ولكن قد يستفاد من روايات تجسيم الأعمال ذلك، ويكون تذكر الروح في البرزخ عن طريق التعرف على أعمالهم المجسمة. وروايات التلقين قد يستفاد منها أن الروح قد تنسى من هول غمرات الموت أو يصيبها الذهول ويرتج عليها الأجابة على أسئلة منكر ونكير فلذا تذكر بالتلقين. وهناك رواية بخصوص قصة وفاة سلمان (رض) تنص في آخرها على أن منبه يأمر الإنسان بتدوين أعماله في قرطاس فيقول الإنسان ان عملي كثير لا أحصيه فيأتيه الجواب من منبه بأن الله أحصاه ونسيه الإنسان, فتكون فيها دلالة على أن الإنسان لا يتذكر كل شيء أو أنه يتناسى. والمهم من كل هذا أن الإنسان في عالم البرزخ حيٌّ يمارس بعض الأعمال المتناسبة مع ذلك العالم وأن علاقته مع عالم الدنيا لا تنقطع.… دمتم في رعاية الله

2