السلام عليكم
لماذا عند استشهاد الامام الحسين والامام الكاظم عليهم السلام تختلف زيارتهم والناس تذهب مشيا على الاقدام بينما عند استشهاد الامام علي (ع)وبقية الائمه تكون زيارتهم ليست بالزيارات الكبيرة؟ و شكراً.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
ان ما تفضلتم به في السؤال انما هو من قبيل عادة الناس ان تعارف عندهم الذهاب الى زيارة الامام الكاظم مشياً دون زيارة الامام الجواد عليهم السلام والى زيارة الحسين عليه السلام مشياً دون زيارة الامام علي عليه السلام فإن هذا كما قلنا اصبح من الامور التي اعتادها الناس و لكن اذا نظرنا الى الامر من الجنبة الروائية و الشرعية فنجد ان الذهاب مشياً لزيارة جميع الائمة الاطهار عليهم السلام مستحب و اما نوع الزيارة فهي المروية عن اهل البيت عليهم السلام و تختلف الزيارات الواردة باختلاف المناسبة في كل حال لا فرق في هذه الامور من جهة الاهمية او عدم الاهمية من الناحية الاسلامية.
ان زيارة الأئمة (عليه السلام ) مشياً على الأقدام ، فانّه يعدّ من أفضل القربات إلى الله عزّوجلّ ، كما أكّد ذلك ائمّتنا الأطهار، فانه من أبرز مصاديق هذه الفقرة في دعاء كميل عن أمير المؤمنين علي (ع) عن الخضر سلام الله عليه (وليت شعري يا سيّدي ومولاي أتسلّط النار على وجوه خرّت لعظمتك ساجدة ... المزید وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبّدك طائعة ) فمن أوطان التعبّد وأبواب الإيمان : محمّد وآله.
وقد وردت روايات في فضل زيارة أميرالمؤمنين (ع) مشياً: في فرحة الغري عن الإمام الصادق (ع) قال : من زار أميرالمؤمنين (ع) ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فان رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجتين وعمرتين.
وهذا يدلّ بوضوح أن الرجوع مشياً كذلك، فان له الأجر المضاعف، ومن باب (كلّهم نور واحد) وفي هذه الفضائل المتعلّقة بأصل الامامة بمنزلة واحدة ، ومن باب (تنقيح المناط الاطمئناني) الذي يفيد الظن المتاخم للعلم الواقعي، ويسمى بالعلم العادي، نجري الحكم في زيارة الإمام الحسين (ع) لوحدة الملاك ، فالذهاب إليه ماشياً له ماله من الأجر والثواب كما في الروايات الشريفة ، والإياب منه كذلك ماشياً له ضعف ما له في الذهاب، فاغتنم الفرصة الذهبيّة والعرفانيّة، ولا تحسّ بالتعب والنصب، فان الحبّ الحسيني يطغى على كل ألم وصعوبة ويسهل كل خطب وهول.
ورد عن الإمام الصادق (ع): يا بن مارد من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة، يابن مارد ما يطعم الله النار قدماً غبّرت في زيارة أمير المؤمنين، ماشياً كان أو راكباً، يا بن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب.…
و ايضا الاجر مترتب على زياره الائمة صلوات الله عليهم فلا فرق في الآجر ولكن ورد روايات عن الإمام الصادق (ع) ولنا فيه اُسوة حسنة وقدوة صالحة ، من أوائل المشاة لزيارة قبر جدّه سيّد الشهداء(ع) وإنّ في زيارته مشياً من الأجر والثواب ، ومن الأسرار وفتح الأبواب ، وقضاء الحوائج والشفاعة ما لا يعلمه إلّا الله سبحانه وتعالى ، وان اللسان ليعجز، والقلم ليكلّ عن بيانه وإحصائه .…
دمتم في رعاية الله