البعث والمعاد
ماهو البعث والمعاد؟
عقيدتنا في البعث والمعاد
نعتقد: أنّ الله تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده، فيثيب المطيعين، ويعذِّب العاصين.
وهذا أمر على جملته وما عليه من البساطة في العقيدة اتّفقت عليه الشرائع السماوية والفلاسفة، ولا محيص للمسلم من الاعتراف به عقيدة قرآنية جاء بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّ من يعتقد بالله اعتقاداً قاطعاً، ويعتقد كذلك بمحمّد رسولاً منه أرسله بالهدى ودين الحق، لابدّ أن يؤمن بما أخبر به القرآن الكريم من البعث، والثواب والعقاب، والجنة والنعيم، والنار والجحيم، وقد صرّح القرآن بذلك، ولمَّح إليه بما يقرب من ألف آية كريمة.
وإذا تطرَّق الشك في ذلك إلى شخص فليس إلاّ لشك يخالجه في صاحب الرسالة، أو وجود خالق الكائنات أو قدرته، بل ليس إلاّ لشك يعتريه في أصل الاديان كلّها، وفي صحّة الشرائع جميعها.
عقيدتنا في المعاد الجسماني
وبعد هذا، فالمعاد الجسماني ـ بالخصوص ـ ضرورة من ضروريات الدين الإسلامي، دلَّ صريح القرآن الكريم عليها: ﴿أيَحسَبُ الانسانُ أنْ لَنْ نَجمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادرينَ عَلَى أن نُّسَوِّيَ بَنَانهُ﴾1.
﴿وَإن تَعجب فَعَجَبٌ قَولُهُم أءذَا كُنّا تُراباً أءِنّا لَفي خَلق جَدِيد﴾2.
﴿أَفَعَيينَا بالخَلقِ الاوَّلِ بَل هُم في لَبس مِن خَلق جَدِيد﴾3.
وما المعاد الجسماني ـ على إجماله ـ إلاّ إعادة الإنسان في يوم البعث والنشور ببدنه بعد الخراب، وإرجاعه إلى هيئته الأولى بعد أن يصبح رميماً.
ولا يجب الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني أكثر من هذه العقيدة على بساطتها التي نادى بها القرآن، وأكثر ممّا يتبعها من الحساب والصراط، والميزان والجنة والنار، والثواب والعقاب، بمقدار ما جاءت به التفصيلات القرآنية.
(ولا تجب المعرفة على التحقيق التي لا يصلها إلاّ صاحب النظر الدقيق:
كالعلم بأنّ الأبدان هل تعود بذواتها أو إنّما يعود ما يماثلها بهيئات؟
وأنّ الأرواح هل تعدم كالأجساد أو تبقى مستمرّة حتى تتّصل بالأبدان عند المعاد؟
وأنّ المعاد هل يختص بالإنسان أو يجري على كافّة ضروب الحيوان؟
وأنّ عودها بحكم الله دفعي أو تدريجي؟
وإذا لزم الاعتقاد بالجنة والنار لا تلزم معرفة وجودهما الآن، ولا العلم بأنّهما في السماء أو الأرض، أو يختلفان. وكذا إذا وجبت معرفة الميزان لا تجب معرفة أنّها ميزان معنوية، أو لها كفّتان.
ولا تلزم معرفة أنّ الصراط جسم دقيق، أو هو الاستقامة المعنوية.
والغرض أنّه لا يشترط في تحقيق الإسلام معرفة أنّها من الأجسام