logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

متى يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟


إنّ من أعظم الواجبات الدينيّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ]. وعن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (لا تَزَالُ أُمَّتِيْ بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوْا بِالمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوْا ذلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ البَرَكَاتِ وسُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِيْ الأَرْضِ وَلا فِيْ السَّمَاءِ). وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (لا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُوْنَ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ). ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع توفر الشروط التالية: ١- إذا كان المعروف واجباً، والمنكر محرَّماً. ٢- معرفة المعروف والمُنْكَر، والعلم بهما من قِبَل الآمر بهما. ٣- احتمال ائتمار المأمور بالمعروف، وانتهاء المنهي عن المنكر وتأثّرهما بذلك، فإذا علم بعدم استجابتهما فلا يجب الأمر والنهي عند مشهور الفقهاء، ولكن لا يترك الاحتياط بإبداء الانزعاج والكراهة، حتى لو علم بعدم ارتداع المأمور والمنهي بذلك. ٤- إذا كان الفاعل للمنكر أو التارك للمعروف عازماً على الاستمرار عليهما ومصرّاً عليهما، فلو علم المكلف أن الفاعل ناوٍ لارتكاب المعروف، والمنكر فيما سيأتي -ولو لمرَّة واحدة- وجب أمره أو نهيه. ٥- أنْ لا يكون الفاعل معذوراً في فعله المنكر أو تركه المعروف، فإذا كان الفاعل معذوراً كالجاهل بحكم الشيء مثلاً، فلا يجب أمره أو نهيه، إلّا أن يكون المُنْكر ممّا لا يرضى الشارع المقدس بوجوده مطلقاً، سواء من المعذور أم من غيره كالقتل، فهنا يجب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف. ٦- أن لا يخاف الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر حصول ضرر، على نفسه أو عرضه بمقدار معتدٍّ به أو حرج شديد لا يحتمل عادة، فاذا خاف ذلك لا يجب عليه الأمر والنهي إلّا أنْ يكون المعروف أو المنكر بِقَدَر من الأهميّة يَهُون دونه الضرر والحرج.

18