حجي رعد الطاهر ( 48 سنة ) - العراق
منذ سنتين

لا تكتب السيئات إلى سنة

السلام عليكم سيدنا ورد في صلاة ليلة 21 من رجب ان من صلاها ان لاتكتب عليه الملائكة سيئة الى سنة فكيف نوفق بتفسيرها اذا قام الشخص بفعل الذنوب صلاة الليلة الحادية و العشرين : ست ركعات بالحمد مرة وسورة الكوثر عشر مرات و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، يأمر الله الملائكة الكرام الكاتبين ألا يكتبوا عليه سيئة إلى سنة ، ويكتبون له الحسنات إلى أن يحول عليه الحول ، والذي نفسي بيده والذي بعثني بالحق نبيا إن من يحبني ويحب الله فصلى بهذه الصلاة وان كان يعجز عن القيام فيصلي قاعدا فان الله يباهي به ملائكته ويقول : إني قد غفرت له .


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الرواية ذكرها ابن طاووس في اقبال الاعمال ج٣/ص٣٩١ ولم يذكر لها سندا فهي بالموازين السندية ضعيفة وكيف ما كان فهذا تساؤل عام فيما ورد في الروايات في فضل بعض الاعمال وهو من هذا القبيل واجمالا نقول ان الله تعالى لاتنفذ خزائنه وهو الجواد بالعطايا فاذا وردت الروايات تحكي نعيما عظيما فلا شيء فيها فان الخزائن بيده وهو يعطي من يشاء ما يشاء و((لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ))(سورة الأنبياء، آية 23). نعم اذا وردت الروايات ترتبط بالذنوب والسيئات وان الله يغفر له الذنوب جميعا او كهذه التي بيدنا ان الله تعالى لا يسجل عليه سيئة لعام فهكذا روايات لا يمكن المراد منها الذنوب التي بين العباد فان العفو عن اي ذنب من هذا اللون فيه تفويت لحق العباد فيمن ظلمهم فهنا اما ان نفترض ان المراد من الذنوب هي الذنوب التي بين العبد وربه يغفرها له او لا يسجلها عليه او نقول ان المراد مغفرة مطلق الذنوب التي بين العبد وربه وبين العباد ولكن الله يعوض المظلوم بما يجبر ظلامته ورضاه بهذا العطاء اما تسجيل السيئة فالسيئة ليس المراد منها الكبائر وانما هي صغائر الذنوب مع ملاحظة ما ذكرنا سابقا والا فلا يمكن ان يكون المراد انه لا يكتب عليه سيئة مطلقا حتى لو اتى بكبيرة او انه كفر واشرك فهذا امر لا يحتمله احد مضافا إلى كل هذا ان لسان بعض الروايات هو الحث والتشجيع على احياء هذه الاعمال كي يرتبطوا دوما بالسماء وبالتالي تكون الحصانة معهم بمقدار ارتباطهم بالله تعالى فهي اشبه بالارشاد إلى حالات تكوينية تحصل لدى الانسان بالمواظبة على مثل هذه الاعمال كما في قوله تعالى: ((وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))(سورة الحجر، آية 99) فان العبادة والاستمرار بها يوصل الانسان شيئا فشيئا إلى حالة اليقين ومعها لا يقع في السيئات وذنوبه تذوب امام ما وصل اليه من اليقين. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1