السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
١- لم نعثر في مصادرنا المعتبرة من الروايات الشريفة من أهل البيت (عليهم السلام) ما يشير الى خصوصية هذا اليوم الذي يعتقده الناس هو يوم لزيارة مقابر الاموات كما انه لم يرد في كتب الادعية والزيارات التي ألفها كبار علماءنا لم يردوا من ذلك شيء بل لم يتطرق احد منهم الى تلك الممارسات بل يذكرون أعمال خاصة من الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والدعاء عند قبره والصوم والغسل وغيرها من الاعمال.
٢- ان يوم السابع عشر من رجب الاصب هو يوم المبعث النبوي الشريف وليس يوم لزيارة القبور وان كان لالا ضير من يتجه الناس لزيارة قبور أحبتهم واصدقائهم بعد ادائهم لأعمال هذا اليوم وزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) على ان لا يكون منها ترك الاهم والمخصوص من هذا اليوم وهو أحياء يوم المبعث النبوي الشريف الذي جعله الله يوم عيد للمسلمين ببعثة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ليخرج الناس من ظلام الضلالة لنور الهداية.
٣- قد وردة كثير من الروايات التي تحث على استحباب زيارة القبور لما فيه من فائدة على الميت وعلى الحي كما ترويه الروايات منها كونها هدية من الحي للميت وكونها توسعة على الميت في قبره وغيرها من المنافع التي تعود للميت ومنها نافع تعود على الحي حيث انه يتذكر سيرة حياة الاموات ليكون منهج موعظة يتعظ بها الاحياء مما عاشه الاموات وما حملوا في حياتهم من خير ينفعهم أو شر يزيد في عذابهم ليتجنبه من يلتحق بعدهم في حياته وسنورد من تلك الروايات لنبين مشروعية الزيارة منافعها.
روى عن داود الرقّيّ، قال: "قلت لأبي عبد الله: يقوم الرجل على قبر أبيه، وقريبه، وغير قريبه، هل ينفعه ذلك؟ قال: نعم، إنّ ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهديّة".
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "زوروا موتاكم، فإنّهم يفرحون بزيارتكم".
و روى الكلينيّ عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثه عن زيارة القبور: "إنّهم يأنسون بكم، فإذا غبتم عنهم استوحشوا".
وفي أخذ العبرة والاتعاظ من زيارة الأموات روى لمجلسيّ، عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد رجع من صفّين، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة وقال: "يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، أمّا الدور فقد سُكنت، وأمّا الأزواج فقد نُكحت، وأمّا الأموال فقد قُسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال عليه السلام: أما لو أُذِنَ لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى". …
دمتم في رعاية الله