الإمام الكاظم عليه السلام
اين كان شيعه الإمام الكاظم عليه السلام حينما سجن ولماذا لم يستطيعوا ان يخرجوه من السجن؟هل صحيح ان الإمام منعهم من ذلك؟ وقد قراءت انه في زمن الإمام كان الناس يذهبون مشيا للامام الحسين (ع) يحيون الشعائر الحسينيه وحسين زمانهم في السجن!؟ماتفسير ذلك!؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا لَيْسَ لِلشِّيعَةِ حَقُّ الْخُرُوجِ عَلَى أحَدٍ مِنْ طُغَاةِ زَمَانِهُمْ مِنْ دُونِ إِذْنِ الْإمَامِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَقَدْ أَمَضَى الْأئِمَّةُ خُرُوجَ زَيْدٍ الشَّهِيدِ وَالْحُسَّيْنِ صَاحِبِ فَخٍّ كَمَا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ. رَوى الكُلينِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ الْعَيصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعَتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَوَالله ِإِنَّ الرَّجُلَ لِيَكُونُ لَهُ الْغَنَمُ فِيهَا الّراعِي فَإِذَا وَجَدَ رَجُلَاً هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِي هُوَ فِيهَا يُخْرِجُهُ وَيَجيئ، بِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي هُوَ أعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِي كَانَ فِيهَا وَاللهِ لَوْ كَانَتْ لِأَحَدِكُم نَفْسَانِ يُقَاتِلُ بِوَاحِدَةٍ يُجَرِّبُ بِهَا ثُمَّ كَانَتِ الْأُخْرَى بَاقِيَةً فَعَمَلَ عَلَى مَا قَدِ اِسْتَبَانَ لَهَا وَلَكِنْ لَهُ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ، فَقَدْ وَاللهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ، إِنْ أَتَاكُمْ آتٍ مِنّا فَانْظُرُوا عَلَى أَيِّ شِيءٍ تَخْرُجُونَ وَلَا تَقُولُوا خَرَجَ زَيْدٌ فَإِنَّ زَيْداً كَانَ عَالِمَاً وَكَانَ صَدُوقَاً وَلَمْ يَدْعُكُمْ إِلَى نَفْسِهِ إِنَّمَا دَعَاكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) وَلَوْ ظَهَرَ لَوَفَى بِمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى سُلْطَانٍ مُجْتَمِعٍ لِيُنْقِضَهُ فَالْخَارِجُ مِنَّا الْيَوْمَ إِلَى أَيِّ شِيءٍ يَدْعُوكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ( عَلَيْهِمُ السَّلامُ)؟! فَنَحْنُ نُشْهِدُكُم إِنّا لَسْنَا نَرْضَى بِهِ وَهُوَ يَعْصِينَا الْيَوْمَ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَهُوَ إِذَا كَانَتِ الرَّايَاتُ وَالْأَلْوِيَةُ أَجَدْرُ أَنْ لَا يَسْمَعَ مِنّا إِلَّا مَعَ مَنِ اِجْتَمَعَتْ بَنَو فَاطِمَةَ مَعَهُ فَواللهِ مَا صَاحِبُكُمْ إِلَّا مَنِ اِجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، إِذَا كَانَ رَجَبٌ فَأَقْبَلُوا عَلَى اِسْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ أَحْبَبْتُم أَنْ تَتَأَخَّرُوا إِلَى شَعْبَانَ فَلَا ضَيْرَ وَإِنْ أَحْبَبْتُم أَنْ تَصُومُوا فِي أهَالِيِكُمْ فَلَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى لَكُمْ وَكَفَاكُمْ بِالسُّفْيَانِيِّ عَلَاَمَةً. (الْكَافِيُّ لِلكُلَينيّ ج8 ص264). فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ وَغَيْرُهَا تَأْصِّلُ قَاعِدَةً عَامَّةً لِلشِّيعَةِ فِي عَدَمِ جَوَازِ الْخُرُوجِ عَلَى طُغَاةِ زَمَانِهِمْ فَإِنَّهُ لَنْ يَزِيدَ الْأَمْرَ إِلَّا ضَغْطًا عَلَى أئِمَّةِ أهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَتَشْتِيتًا وَفَتْكًا وَقَتْلًا لِشِيعَتِهِمْ. هَذَا وَهَارُونُ اللّارَشيدُ لَمْ يَكُنْ حَاكِماً مُتَسَاهِلاً مَعَ الشِّيعَةِ حَتَّى يُقَالَ أَنَّهُ يُمْكِنُهُمُ الْخُرُوجُ عَلَيْهِ وَيُخَلِّصُوا الْإمَامَ مِنْ سِجْنِهِ، فَقَدْ كَانَ مُبْغِضاً لِآلِ أَبِي طَالِبٍ مُتَتَبِّعًا لِخَطْوَاتِهِمْ، مُشَتِّتاً وَمُفَرِّقاً لِجَمعِهِمْ، مُهْدِرَاً لِدِمَائِهِم، حَتَّى قَالَ أَبو بَكرٍ الخَوارِزميّ( اِبْنُ أُخْتِ الطَّبَرِيّ صَاحِبِ التَّارِيخِ وَالتَّفْسِيرِ):( إِنَّ هَارُونَ مَاتَ وَقَدْ حَصَدَ شَجَرَةَ النُّبُوَّةَ وَاقْتَلَعَ َغَرْسَ الْإمَامَةِ). (رَسَائِلُ أَبِي بَكْرٍ الخَوارِزميّ ص133). وَتَتَبَّعَهُمْ حَتَّى قَالَ يَوْماً:( حَتّامَ حَتَّامَ أَصبِرُ عَلَى آلِ بَنِي أَبِي طَالِبٍ ! وَاللهِ لَأَقْتُلَنَّهُمْ وَلَأَقْتُلَنَّ شِيعَتَهُمْ وَلَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ!)) الأَغانِي لِأبِي الْفَرَجِ الأَصَفهانِيّ ج5 ص150. رَاجِعْ تَفَاصِيلَ بُغْضِ هَارُونَ الْعَبَّاسِيِّ لِآلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَشِيعَتِهُمْ، وَفَتْكِهِ بِالْعَلَوِيِّينَ، إلى ماكَتَبَهُ السَيِّدُ جَعْفَر مُرْتَضَى الْعَامِلِيِّ فِي كِتَابِ الْحَيَاةِ السِّيَاسِيَّةِ لِلْإمَامِ الرِّضَا (ع) ص92. منقول بتصرف دمتم في رعاية الله