logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

ثواب العلم

ما تفسير الآية المباركة قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٨ - الصفحة ١٣١-١٣٣: يتطرق سبحانه إلى الجزاء والأجر الذي يكون من نصيب المؤمنين إذا التزموا بالأمر الإلهي، حيث يقول عز وجل: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات (1). وذلك إشارة إلى أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أمر البعض بالقيام وإعطاء أماكنهم للقادمين، فإنه لهدف إلهي مقدس، واحتراما للسابقين في العلم والإيمان. والتعبير ب‍ (درجات) بصورة نكرة وبصيغة الجمع، إشارة إلى الدرجات العظيمة والعالية التي يعطيها الله لمثل هؤلاء الأشخاص، الذين يتميزون بالعمل والإيمان معا، أو في الحقيقة أن الأشخاص الذين يتفسحون للقادمين لهم درجة، وأولئك الذين يؤثرون ويعطون أماكنهم ويتصفون بالعلم والتقوى لهم درجات أعلى. وبما أن البعض يؤدي هذه التعليمات ويلتزم بهذه الآداب عن طيب نفس ورغبة، والآخرون يؤدونها عن كراهية أو للرياء. والتظاهر.. فيضيف تعالى في نهاية الآية: والله بما تعملون خبير. مقام العلماء بالرغم من أن الآية نزلت في مورد خاص، إلا أن لها مفهوما عاما، وبملاحظة أن ما يرفع مقام الإنسان عند الله شيئان: الإيمان، والعلم. وبالرغم من أن " الشهيد " في الإسلام يتمتع بمقام سام جدا، إلا أننا نقرأ حديثا للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يبين لنا فيه مقام أهل العلم حيث قال: " فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة.. وفضل العالم على سائر الناس، كفضلي، على أدناهم " (1). وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) نقرأ الحديث التالي: " من جاءته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة " (2). ومعلوم أن الليالي المقمرة لها بهاء ونضرة، خصوصا ليلة الرابع عشر من الشهر، حيث يكتمل البدر ويزداد ضوؤه بحيث يؤثر على ضوء النجوم.. هذا المعنى الظريف ورد في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " (3). والطريف هنا أن العابد ينجز عبادته التي هي الهدف من خلق الإنسان، ولكن بما أن روح العبادة هي المعرفة، لذا فإن العالم مفضل عليه بدرجات. وما جاء حول أفضلية العالم على العابد في الروايات أعلاه يقصد منه بيان الفرق الكبير بين هذين الصنفين، لذا ورد في حديث آخر حول الاختلاف بينهما بدلا من درجة واحدة مائة درجة، والمسافة بين درجة واخرى بمقدار عدو الخيل في سبعين سنة (4). وواضح أيضا أن مقام الشفاعة لا يكون لأي شخص في يوم القيامة، بل هي مقام المقربين في الحضرة الإلهية، ولكن نقرأ في حديث للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): " يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء " (1). وفي الحقيقة أن الموفقية في طريق التكامل وجلب رضا الله والقرب منه مرهون بعاملين أساسين هما: الإيمان والعلم، أو الوعي والتقوى وكل منهما ملازم للآخر، ولا تتحقق الهداية بأحدهما دون الآخر. دمتم في رعاية الله

1