رواية

أهلا وسهلا بكم أخي العزيز.. أحسنتم السؤال.. ينبغي هنا أن نلفت عنايتكم إلى أمور: 1- أن مسألة تصحيح الروايات وأخذ الأحكام منها، هي من المسائل التخصصية التي تحتاج إلى دراسات طويلة في الحوزة العلمية وقضاء برهة ليست قليلة من الزمن في ذلك كي يصل العالم إلى مرحلة الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية وغيرها. 2- أن صحة سند الرواية لا يعني أن معناها صحيح، كما أن ضعف سند الرواية لا يعني أن معناها غير صحيح؛ فقد تكون الرواية صحيحة سندا، لكن مفهومها لا يمكن قبوله؛ لأنه يخالف القرآن مثلا، وقد تكون ضعيفة السند إلا أن مفهومها مقبول؛ لأن ذلك المفهوم قد ورد في روايات أخرى صحيحة أو قطعية أو كان واردا في القرآن الكريم. 3- أن فهم الرواية بالمعنى الذي يريده أهل البيت (عليهم السلام) منها، ليس بالأمر الهين ولا السهل أبدا؛ فإنها تحتاج إلى تدقيق ونظر وتأمل في القرائن التي توضح المعنى. وهذا يحتاج أحيانا كثيرة إلى النظر في الروايات الأخرى التي توضح معنى هذه الرواية أو تلك. فإذا لاحظتم هذه الأمور، اتضح لكم أن السؤال عن صحة الرواية لا يفيد شيئا إذا كان السائل من غير أصحاب الاختصاص، كما أن فهم الرواية قد لا يكون صحيحا لأن الذي قرأها لم ينظر إلى باقي الروايات والقرائن التي توضح المعنى. ومن باب التقريب نقول: كأنكم فهمتم من هذه الرواية: أن الانسان يجوز له أن ينظر إلى رجل يجامع امرأة، فينظر إليهما بشهوة بل قد ينظر إلى عورتهما! مع أن النظر إلى هذه المواضع لا شك في حرمته، كما أنه لا شك في حرمة النظر إلى المرأة بشهوة. دمتم موفقين مسددين..