( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ذكر الانسان للعبادة

هل هناك كراهة في ذكر الانسان عبادته للناس؟


بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 1 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله عز وجلّ: ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) (1) قال: قول الإنسان: صليت البارحة، وصمت أمس، ونحو هذا، ثم قال ( عليه السلام ): إن قوما كانوا يصبحون فيقولون: صلينا البارحة، وصمنا أمس، فقال علي ( عليه السلام ): لكني أنام الليل والنهار، ولوأجد بينهما شيئا لنمته. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمد بن أبي عمير(2). أقول: هذا محمول على المبالغة، أو على نوم بعض الليل والنهار، أو على احتقار عبادة نفسه بالنسبة إلى ما يستحقه الله من العبادة فجعل عبادته بمنزلة النوم (3). 2 ـ محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال: الإبقاء على العمل أشد من العمل، قال: وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له، فكتبت له سرا، ثم يذكرها، فتمحى فتكتب له علانية، ثم يذكرها، فتمحى وتكتب له رياء. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك ، ويأتي ما يدل عليه . ____________ (1) الفقيه 4: 1 26|4 82. (2) تقدم في: أ ـ البابين 11 و 12 من هذه الابواب. ب ـ الحديث 6 من الباب 8 من هذه الأبواب. (3) يأتي في الحديث 16 من الباب 20 من هذه الأبواب. الباب 14 فيه حديثان 1 ـ معاني الأخبار: 243|1. (1) النجم 53: 32. (2) الزهد 66: 174. (3) ورد في هامش النسخة الثانية من المخطوط ما نصه: يدل على أنه ليس شيء من الأوقات ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ان ذكر الانسان لأعماله الصالحة أمام الآخرين وحب المدح له والثناء عليه يعد مؤشراً خطيراً على السلوك العبادي لهذا الانسان فهذا قد يعني أنه مصاب بالعجب والغرور وربّما الرياء ، والمرائي لا أجر له على أعماله فانه يأتي يوم القيامة ولا أجر له ويؤمر به الى النار روي عن النبي أنه قال (صلى الله عليه وآله): " استعيذوا بالله من جب الخزي قيل: وما هو يارسول الله ؟ قال: واد في جهنم اعد للمرائين " وقال (صلى الله عليه وآله) : " إن المرائي ينادى يوم القيامة: يا فاجر ! يا غادر ! يا مرائي ! ضل عملك، وبطل أجرك، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له " (1) وروي أن عابدا في بني إسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال: يا رب ما حالي عندك ؟ أخير فأزداد في خيري أو شر فاستعتبك قبل الموت ؟ قال: فأتاه آت فقال له: ليس لك عند الله خير، قال: يا رب وأين عملي ؟ قال: كنت إذا عملت خيرا أخبرت الناس به، فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك (2) وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من قال: إني خير الناس فهو من شر الناس، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار " وعن الإمام علي (عليه السلام): " أقبح الصدق ثناء الرجل على نفسه " وعنه (عليه السلام): " من مدح نفسه ذبحها " (3) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (69 / 303) (2) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (69 / 324) (3) ميزان الحكمة - الريشهري - (9 / 215)

2