من زار الحسين عارفآ بحقة دخل الجنة ( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

إعطاء الجواد للامام الحسين ع

لماذا قال الامام الحسين من يعطني جوادي وانا الحسين بن علي ....... لماذا لم يأخذه بنفسه؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا من الواضح أنّ المشيئة الإلهية الفعلية التي أخبر عنها الإمام الحسين عليه السلام لا تغلق الأبواب أمام إمكانية تحقيق النصر العسكري، ولا تُلغي الأمل والرجاء في إصلاح الأُمّة، وإسقاط الحكومة الظالمة، وإقامة حكومة إسلاميّة عادلة بديلة عنها؛ ولذا خرج الحسين عليه السلام بأمل ورجاء تحقيق وإنجاز تلك الأهداف والمصالح والغايات السامية... هذا اولا وثانيًا : أنّ العيال كانوا ممّن شاركوا الحسين عليه السلام في هذه المظلومية والمأساة، وهي في الوقت الذي تزيد حجم المظلومية والابتلاء على الإمام الحسين عليه السلام ، باعتباره صاحب المسؤولية المباشرة عليهم، فهم أيضاً قد تحمّلوا عبئاً كبيراً من الابتلاء والمظلومية التي امتحنهم بها الله تعالى، ليَعلَم صبرهم وطاعتهم وتسليمهم لأمره، يقول تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ أمّا مقدار الصبر ـ على الرغم من عظم البلاء الذي مُنيَت به العيال ـ فإنّ الإمام الحسين عليه السلام كان حريصاً على بيان هذا الثبات، فهو عليه السلام وفي أحلك الظروف وزينب عليها السلام تنظر إلى أهل بيته وأصحابه قد توسّدوا عفير الأرض مضرّجين بدمائهم، وهي في هذا الحال إلّا أنّها ترى أخاها شاخصاً أمام ناظرها، وهذا ما يهوّن الخطب، إلّا أنّ هذا الأمر لم يستمر، فنرى أنّ الإمام الحسين عليه السلام لمّا أراد أن يتقدّم إلى القتال نظر يميناً وهو يقول: «ألَا هل مَن يُقدِّم لي جوادي؟». فسمعت زينب عليهما السلام ، فخرجت وأخذت بعنان الجواد وأقبلَت إليه وهي تقول: «لمَن تنادى وقد قرحت فؤادي» فهو عليه السلام قد امتحن أُخته وعياله؛ ووجدهم صابرين محتسبين، فتقديمها الجواد لأخيها دلالةٌ واضحة على صبرها وثباتها، وهو عليه السلام قد امتحن أصحابه قبل ذلك، حيث ورد: «وجمع الحسين عليه السلام أصحابه وحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي لا أعلم لي أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي [جميعاً] خيراً، ألَا وإنّي قد أذنتُ لكم فانطلقوا أنتم في حلٍّ، ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً. فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبد الله بن جعفر: وَلِمَ نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك. وبدأهم العباس أخوه ثمّ تابعوه، وقال لبني مسلم بن عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أَذنتُ لكم. فقالوا: لا والله، لا نفارقك أبداً حتى نقيك بأسيافنا ونُقتَل بين يديك» فهذه الروايات وغيرها لها دلالة واضحة على أنّ الإمام الحسين عليه السلام كان يمتحن أصحابه، ويرى مدى صبرهم وثباتهم أمام قرع السيوف وتهافت الحتوف، فهم مع تلك المأساة والصعاب، إلّا أنّهم يتلذّذون بالموت كما يتلذّذ الطفل بلبن أُمّه. وهناك روايات كثيرة بيَّنت تلك المواقف العظيمة لهذه الفئة المؤمنة دمتم في رعاية الله

1