( 16 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

عدالة الله مع المسلمين

السلام عليكم اسمع من كثير من الاشخاص اشياء مثل:انظر كيف جازى الله حافظ القرآن الفلاني(وتجد حافظ القرآن هذا قد مات مثلا) او انظر الى المسلمين وكيف يعاملهم ربهم إذ انك دائما ما تلاحظ انهم اكثر الشعوب بؤسا واكثر من يتعرض للظلم وللحروب وهل هكذا يجازي الله من يحبونه ومن يتبعون اوامره؟ فكيف نرد عليهم،وما هو التفسير المنطقي او السبب لحصول هذه المصائب للمسلمين بشكل عام؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اولا من قال ان الذي يصيب المؤمنين هو من الله تعالى فهذا بهتان ينسبونه الى الله تعالى بالعكس ان الله تعالى ذكر في القران الكريم : ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ))(الاسراء:70) فالله تعالى كرم كل بني ادم وقال ايضا : ((إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى)) (طه:118) فالله تعالى في ضمن الخريطة التي وضعها لبني ادم فانه لا يجوع في الارض ولا يعرى وعليه فالله تعالى هو فيض الخير : ((ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ))(النساء:79) والشر من العباد لا من الله تعالى ثانيا: ان الظلم والشر الذي يصيب العباد ليس فقط للمسلمين بل يشمل الجميع وهذا يكشف ان هذه المصائب ليست من الله وانما هي نتاج عمل العباد وهي سنة جارية على الجميع فان من يظلم فانه يحصد نتاج ظلمه ثالثا: ان هذا الذي يجري من العباد لا من الله كما تقدم والله تعالى ابى الا ان يجري الاشياء باسبابها فان اصابهم خير فهو نتاج عملهم وسعيهم وان اصابهم شر فهو نتاج عملهم وسعيهم ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)) (الزلزلة:7-8) رابعا: ان المعيار في حب الله تعالى لعباده ليس هو الدنيا بل الدنيا عند الله تعالى لا تسوى شيئا حتى ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله : ((لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى الكافر والفاجر منها شربة من ماء ))(امالي الشيخ الطوسي ص531) واانما العطاء الالهي هو في الاخرة وهناك سوف يجزي الله تعالى من يحب جزاء يعظ الظالمون على اصابعهم من الحسرة على ما فاتهم من طاعة الله تعالى فالدنيا بالنسبة للاخرة ليست شيئا يقول الله تعالى: ((وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت:64) فلاحظوا كيف ان الدنيا بالنسبة للاخرة هي لهو ولعب والحياة الحقيقية هي حياة الاخرة فهناك تظهر عظمة المؤمنين وما ادخر الله تعالى لهم من نعيم مقيم وجنات عرضها السموات والارض. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته