الداعي بلا عمل
قال الإمام جعفر الصادق : عليه السلام : (( الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر )) ممكن تفسير حديث الامام ؟
إنَّ هذا النص فيه تقريبٌ حسي للناس وترميزٌ وجودي لضرورة الدعاء حياتيا إذ أنه عادة ما تكون الحاجة الى القوس ووتره في صورة الحرب أو الدفاع أو حتى في صورة السلم إشعار للأخرين بوجود قوة يمكن اللجوء إليها في أي لحظة. فالداعي بلا عمل وتطبيق ووعي لما يدعو به فهو كالرامي بلا وتر في قوسه فما ينفعه ذلك ميدانيا بمعنى أنَّه يُحرّك مقبض القوس دونما أن يضع فيه وتراً وهكذا حالنا فغالبا ما ندعو من دون عمل وفعل ملموس واقعا وبالتالي لا تكون هناك إستجابة للدعاء. وقال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) : العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 2 /ص 36 ) وان من يريد من الآخرين الالتزام بالاحكام وهو لا يلتزم بها ، فان هذا الشخص سيفتضح أمره ، وأن فعله هذا لايخفى على الله وهو الذي يجازيه . روي أن موسى (عليه السلام) رأى رجلاً يتضرع تضرعاً عظيماً ، ويدعو رافعاً يديه ويبتهل فأوحى الله إلى موسى : " لو فعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه، لان في بطنه حراماً، وعلى ظهره حراماً، وفي بيته حراماً " وقال الامام الصادق (عليه السلام) : « يقول الله: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة، ولأحد من خلقي عنده مظلمة مثلها » بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 90 / ص 372 ) نسأل الله تعالى أن يعيننا ويعلّمنا ما لا نعلم ويرزقنا العمل بما علمناه بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد أشكركم أخي الفاضل على تتحفوننا به من التفاتات جميلة ونكات نافعة وفّقكم الله تعالى وسدّد خطاكم