فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
لماذا النبي موسى عليه السلام يريد أجرا مقابل عمل خير ولابد ان تكون اعمال الخير خالصة لوجه الله؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٢٥:
ثم يضيف القرآن: فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه (2) وقد كان موسى (عليه السلام) يشعر بالتعب والجوع، والأهم من ذلك أنه كان يشعر بأن كرامته وكرامة أستاذه قد أهينت من أهل هذه القرية التي أبت أن تضيفهما، ومن جانب آخر شاهد كيف أن الخضر قام بترميم الجدار بالرغم من سلوك أهل القرية القبيح إزاءهما، وكأنه بذلك أراد أن يجازي أهل القرية بفعالهم السيئة، وكان موسى يعتقد بأن على صاحبه أن يطالب بالأجر على هذا العمل حتى يستطيعا أن يعدا طعاما لهما.
لذا فقد نسي موسى (عليه السلام) عهده مرة أخرى وبدأ بالاعتراض، إلا أن اعتراضه هذه المرة بدا خفيفا فقال: قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا.
وفي الواقع فإن موسى يعتقد بأن قيام الإنسان بالتضحية في سبيل أناس سيئين عمل مجاف لروح العدالة، بعبارة أخرى: إن الجميل جيد وحسن، بشرط أن يكون في محله.
صحيح أن الجزاء الجميل في مقابل العمل القبيح هو من صفات الناس الإلهيين، إلا أن ذلك ينبغي أن لا يكون سببا في دفع المسيئين للقيام بالمزيد من الأعمال السيئة.
دمتم في رعاية الله