١- كيف لا تصوم الحائض، مع عدم ورود أيِّ آية تُثبِت ضرورة إفطار الحائض في القرآن؟
٢- ولماذا لا نقول: إنّ المرأة الحائض في أيام عادتها لا تستطيع الصومَ؛ لأنّها مريضة فيُرخَّص لها الإفطار؟
١- إن الدليل لا ينحصر بالدليل القرآني، فالكثير من التفاصيل المهمة لم تذكر في القران، كتفاصيل الصلاة وأعدادها ونحو ذلك، ومصادر التشريع أهمها الكتاب والسنة، فما لم نجده في الكتاب يكفينا عنه ما نجده في سنة النبي وأهل بيته عليهم السلام؛ حيث أنّ النبي لا ينطق عن الهوى بنص القران قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾، ولأهل البيت ما للنبي من مقام التشريع وبيان الأحكام ونقل التكاليف إلينا، وقد وردت عدة روايات في ذلك:
أ- صحيحة زرارة قال (( سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قضاء الحائض الصلاة، ثم تقضي الصيام؟ قال: ليس عليها أن تقضي الصلاة وعليها أن تقضي صوم شهر رمضان، ثم أقبل عليّ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يأمر فاطمة (عليها السلام) وكانت تأمر بذلك المؤمنات)).
وهذا كما تلاحظون هو نقلا عن النبي (صلى الله عليه واله).
ب- وعن الفضل بن شاذان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال :(( إذا حاضت المرأة فلا تصوم ولا تصلي، لأنها في حدِّ نجاسةٍ، فأحبّ الله أنْ لا يعبد إلا طاهراً، ولأنَّه لا صوم لمن لا صلاة له )) فالمولى تعالى يريد العبادة من الطاهر فقط.
إذن الروايات المتعددة الثابتة، دلَّت على ذلك وعدم وجوده في القرآن غير ضائر.
٢- جوابه اتضح مما تقدم في النصوص، حيث إنَّها لم تتعامل معها معاملة المريض، وإنما هي في حدِّ نجاسة، مضافاً إلى أن نزول دم الحيض ليس مرضاً، وإنما هو حالة طبيعية تكوينية وليست خللاً في جسم المرأة، بل عدم نزوله هو المخالف للوضع الطبيعي، ويسعى العقلاء إلى معالجته.