سلام عليكم
اذا كانت الفتاة ملتزمة بصلاتها وصيامها وملتزمة بجميع فروض الله تعالى لكنها غير محجبة هل سيكون مصيرها في جهنم ام يعاقبها الله فقط من دون الخلود في جهنم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ان الله تعالى لشدة حبه لعباده نظم لهم الحياة باعلى مراتب الحكمة ورعاية لجلب المصالح لهم ودفع المفاسد عنهم وهذا يرتبط بكل خريطة الدين لكل العباد ولكل منظومة الوجود ومن الواضح ان المراة هي احد العناصر المهمة في معادلة الوجود وبالتالي تنظيم ما يرتبط بها بحد نفسها وما يرتبط بها بعلاقتها مع الاخرين شيء واضح الاهمية وعنت الشريعة في كل هذه التفاصيل
فالصلاة المراة مثلا احد المفردات التنظيمة التي ترتبط بنفس المراة وصلاحها مع ربها وديمومة علاقتها مع الله تعالى وبالتالي علاقتها مع مصدر الكمال في الانسان وهو مقدار قربه من الله تعالى.
وغير الصلاة من الامور التي شرعها الله تعالى على مستوى الوجوب او الاستحباب والتي ترتبط بصناعة شخص الانسان وبنائه بناء رصينا ثابتا في السير نحو التكامل والارتقاء
وهناك جانب اخر في الانسان وهو ارتباطه بمن حوله ومدى تاثيره سلبا او ايجابا وهذا ايضا اعتنى الباري تعالى به اعتناء دقيقا سواء على الرجل او المراة ولنسميها المنظومة الاجتماعية فكان من ضمن هذه التشيعات مثلا احترام الاخوان وعدم الاهانة او الاساءة للمؤمنين
ومنها ايضا بر الوالدين
ومنها ايضا حسن الجوار وتحمل ما يكون من الجار
ومنها مثلا احترام المعلم وتقديره
ومنها مثلا الحجاب
ونتوقف هنا قليلا حتى نعي مدى خطورة هذه المفردة في التشريع الاسلامي ومدى تنظيمها تنظيما يجعل من المجتمع يعيش حالة الاستقرار المجتمعي وابين شيئا مهما في بداية الامر
ان الانسان له جانب مادي شهوي حيواني وله جانب روحي عقلي رحماني فالناس يعيشون ويتعايشون في ضمن هذين المحورين فمرة ياخذهم الجانب الشهوي واخرى الجانب العقلي
والجانب المهم من هذين الجانبين هو الجانب العقلي الروحي اما المادي فان مصيره الى الفناء والذبول والخمول فهو كلما مر الزمان يسير نحو الزوال بخلاف الجانب الروحي فان الاعتناء به يجعل الانسان في مراتب عالية وراقية وكلما يمر عليه الزمان هو يرتقي اكثر واكثر بمقدار ما يعتني به الانسان
اذا اتضحت هذه المقدمة نقول ان المهم في هاتين القوتين او الجهتين في الانسان هو تنظيم كل هذه الامور فشرع الباري تعالى الزواج حتى لا يطغى الانسان في شهواته وملذاته النفسية على الاخرين فان تنظيم هذا الملف شيء له اهمية كبيرة في استقرار الانسان وتكامل جانبه الروحي
ومن هنا كان الحجاب هو في احدى حكمه الواضحة ان يقلل جانب الثوران الشهوي غير المشروع في الانسان سواء في المراة او الرجل فليس الحجاب واجب على المراة فقط بل هو واجب حتى على الرجل ولكن كل له حدوده بمقدار ما يؤثر على هذا الجانب فالحجاب في عمقه يحمله جهتين جهة الحفظ على نفس المراة وجهة حفظ المجتمع
اما من جهة حفظ المراة فان التزامها بالحجاب الذي شرعه الله تعالى يقيها من ملاحقة الاخرين بما يسيء لها
واما من جهة المجتمع فان هكذا ظهور للمراة بلا حجاب يدفع الاخرين نحو الجانب المادي والشهوي وبالتالي يعم حالة الانحراف الشخصي لكثير من الناس والمجتمعي بان يكون هم هذا المجتمع ان تظهر المراة متعرية ويلهثون وراء الامور المادية الفاسدة التي تنمي من الجانب الشهوي والانحرافات الاخلاقية اكثر من الجانب الروحي والارتقاء الاخلاقي
ومن الواضح ان احد اهم اساليب الشيطان هو اثارة الشهوات كي يسيطر على الناس وهو اخطر ملف يكون بيد الشيطان للسيطرة على الجيمع فاراد الله تعالى ان يوقف كل هذه الانحرافات النوعية في الشخص وفي المجتمع ويسد الابواب امام الشياطين كي لا يكون عباد الله لقمة سائغة وسلهة بيده
بعد اتضاح كل هذه الامور احب ان انبه جنابكم الكريم على شيء مهم يرتبط بالقضية الاولى وهو القوانين لتنظيم شخصية الانسان والقوانين التي ترتبط بتنظيم المجمتع
ان هذه القوانين قوانين مترابطة وليس يعني ان تنظيم شخصية الانسان لا علاقة لها بتنظيمه مع مجتمعه فالصلاة انما تكون صلاة حقيقية عندما يلتزم صاحبها بكل ما يريده الله تعالى منه فليس يقول انا اصلي كما طلب مني ربي ولكني لا اتحجب كما طلب مني ربي فهذا يعني هناك خلل في الحالة الايمانية التي يعيشها الانسان فان المؤمن بخالق عظيم يشرع له ما فيه مصلحته ويدفع عنه كل ما فيه الضرر ليس له ان يلتزم ببعض ما يريده الله تعالى وان لا يلتزم ببعضه الاخر فهذا تفكير خاطئ في احسن احواله وعلينا ان نعيد ترتيب الاوراق حتى لا تنتج هكذا سلوكيات خاطئة فالله تعالى هو الحكيم في تشريع الصلاة وهو الحكيم في تشريع الحجاب وانا (اعني الرجل والمراة) عبد الله في الصلاة وعبد الله في الحجاب فكما ان المصلحة يعلمها الله تعالى وشرع بازائها الصلاة وكذلك يعلمها في الحجاب وشرع الحجاب لعباده للرجال والنساء نعم بما ان المراة محاسنها التي تثير الاخرين اكثر من الرجل اوجب عليها حجاب يختلف بمقتضى ما تختلف هي عن الرجل والا فالرجل يحرم عليه ان يظهر بعض الامور من جسمه ويعاقب على اظهارها وليس يجوز له كل شيء وكل هذا لاجل مصلحتنا نحن العباد ولاجل الحفاظ على انفسنا واتزاننا وتوازننا في انفسنا وهو ان نعيش حالة ايمانية مستقرة وايضا في مجتمعنا كي لا تكون الحالة الطاغية في المجتمع هي حالة الشهوانية وبالتالي الشيطانية والابتعاد عن الله تعالى والذي يعني الابتعاد عن الكمال والرفعة والارتقاء.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته