يونس ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

سوء الظن

السلام عليكم قرأت رواية عن امير المؤمنين عليه السلام (اذا كان الجورَ أغلب من الحق لم يحل لأحدكم ان يحسن الظن بأحد خيراً حتى يعرف ذلك منه) الكافي الشريف، وهنا اسأل هل يمكن العمل بهذا القول في هذا الزمان الذي كثرَ جوره وفي مواضع كثيرة قد غلب بها الحق، وما هو وجه الاختلاف تحديداً بينها وبين القول المأثور (احمل اخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير)؟ هل القول الأخير هو في كل زمان ام مخصوص بمدة زمنية-تبعاً لظروفها- معينة كحال القول الأول؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس المراد من الجور اغلب من الحق انه في كل اهل ذلك الزمان يكون الجور اغلب من الحق بل يمكن تطبيق هذه المقولة حتى في الشركة التي تعمل بها مثلا فان كان افراد الشركة اغلبهم يكذب ويخدع فلا يوجد شيء اسمه حسن الظن بهم ومن هنا عليه ان يعمل بالحيطة والحذر معهم ومن هنا يتضح انه لو كنت في قوم اغلبهم الصلاح والخير فبامكانك العمل بحسن الظن وان كان الناس خارج هذه الدائرة اغلبهم في الجور ويتضح من هذا الكلام ان القضية تخضع لعوامل البيئة التي تعيش فيها فمن يعيش في بيئة ملوثة فان حسن الظن ليس في محله بخلاف من يعيش في بيئة نظيفة نقية بعيدة عن هذه التلوثات فله ان يعمل بحسن الظن وهذا كله في الاشخاص الذين لا تعرف حالهم اما من تعرف حاله انه مؤمن ومتقي ولا يقع منه الشر ولا الفساد فهكذا شخص تحسن الظن به وان كان اكثر الناس في الجور ومن هنا يتضح الحديث الثاني الذي نقله جنابكم الكريم وهو احمل اخاك المؤمن سبعين محملا فاناه بعد افتراض انه اخ لك وانه مؤمن فهذا يعني تعلم بحاله فاذا شككت بحاله فانك تحمله على سبعين محلملا ويمكن ايضا جريان هذا الحديث في كافة المؤمنين مع كون الحال الاغلب هو الصلاح والا فالمناسب هو اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع الاخرين في انتشار الجور والفساد.(والله العالم) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1