السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
إن موضوع الابتلاء والامتحان في دار الدنيا من الموضوعات الدقيقة التي تبتنى على أسس واقعية وحكم قويمة تبلغ الى مرتبة الأسرار الإلهية التي لا يمكن أن تدركها عقول البشر مهما بلغت من العظمة وأوتيت من الاسباب. إلا أن المستفاد مما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة أن الابتلاء انما هو لأجل اظهار حقيقة الانسان ليصل الى الجزاء الموعود الذي أعدّه الله تعالى في الدار الآخرة، فلم يكن الابتلاء والامتحان بحسب المنظور القرآني لأجل ميزة دنيوية أو الحصول على جزاء دنيوي إلا في بعض الافراد التي ورد النص عليها خيراً كان أو شراً، فالفقر والمرض والمحن والآلام وغيرها مما يعدّها الانسان ابتلاءات، إما أن تكون سبلاً للوصول الى المقامات الرفيعة والكمالات الواقعية والدرجات الراقية في الآخرة، فهي في الحقيقة سلالم الكمال ودرجات الرفعة والقرب، أو تكون سبباً في رفع الموانع عن طريق الانسان بالآخرة، فإما هي لزيادة المقتضى لنيل الكمالات أو لازالة الموانع والعقبات فهي لا تعدّ بهذا المنظور ابتلاءً في الواقع، فالفقر والمرض بهذا المقياس لا تكون محناً بل سبباً لنيل الكمال، نعم قد يكون المقياس هي المرتبة في الدنيا فتكون الابتلاءات والمحن بالنسبة الى المظاهر الدنيوية وحظوظها فيختلط الأمر،
وأن الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق.والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى انه يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال اختبره بالانعام عليه ولا يقال ابتلاه بذلك ولا هو مبتلى بالنعمة كما قد يقال إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلي من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك والخبر: العلم الذي يقع بكنه الشئ وحقيقته فالفرق بينهما بين.
دمتم في رعاية الله