Zainab ( 30 سنة ) - العراق
منذ سنتين

والدي رجل متتدين ولكن لايبكي شخص متوفي حتى لو كانت والدته

السلام عليكم انا والدي رجل متتدين جداً يصلي الصلاه في وقتها ويصوم رجب وشعبان ورمضان من كل سنه ويصلي صلاه الليل يقرأ القرآن كل يوم.. ولكن والدي عندما يتوفى شخص عزيز قريب لنا لا يبكي أبداً ولايحزن يقول لاتبكون نحن كلنا راجعون لله فلا داعي للبكاء.. هل والدي ليس لديه رحمه؟ام مايقوله صحيح


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا لكل شخص طريقة في التعبير عن الحزن في داخله و احيانا الشخص لا يبدي الحزن والهم الذي يشعر به وهذا مما لا اشكال فيه ولكن يخطأ البعض و يعتقد ان البكاء على الميت مكروه او يزعج الميت نعم صحيح جميعنا نعلم انا الى الله راجعون و لكن لا يمنعنا ذلك من البكاء لفقد الاحبة . البكاء تعبير عن حاجة إنسانية يلجأ إليها الإنسان بطبيعته، عندما تكتنفه صعوبات الحياة وآلامها، فلا يملك إزاءها حولاً ولا قوة تعينه على الفرار منها خصوصاً في اللحظات الحرجة فيتنفس عبر البكاء، أو عندما يفاجأ بفقدان حبيب أو خسارة مادية أو معنوية، فيختل توازنه النفسي فيندفع تلقائياً وبلا شعور فيستفرغ احتصاره وكبته عن طريق البكاء، وهذه الحاجة لا تختص بعقيدة دون أُخرى، لأن منشأ البكاء نفسي وفطري. فإذا كان البكاء فطرياً يلجأ إليه الإنسان عند الاختناق والهلع النفسي، فيكون أداة لتفريغ الهموم والصدمات النفسية، فهل يا ترى للبكاء فوائد أُخرى يتضمنها، أم يقتصر على هذا الحد؟ أوّلاً: لا يخلو البكاء من فوائد كثيرة منها الصحية والنفسية والسياسية، نذكر فيما يلي قسماً منها على سبيل الاختصار. أ ـ إن البكاء يمثل منهجاً لتزكية النفس من الأدران والذنوب، خصوصاً عندما يكون بدافع الندم والتوبة. ب ـ إن البكاء يرفع الإنسان إلى درجة التحسس بآلام المحرومين والمظلومين في الأرض، لأن البكاء يوقظ الضمير وينبّه الوجدان، في حالة الاعتراف بالتقصير أمام الله والخشية منه. ج ـ البكاء يعالج قسوة القلب المذمومة في الشريعة، مثل الطبع على القلب والختم عليه. قال تعالى: (ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة) وقال تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أُوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) د ـ إن البكاء له بُعد سياسي، لأنه الطريق الأفضل لرفع الظلم واستنكار ممارسات الظالمين في الظرف الذي لا يسمح بالمواجهة، وعندما يشعر الإنسان بأنه لا يقدر على فعل شيء فيكون البكاء تعبيراً عن الرفض والمعارضة. ثانياً: ذكروا أن للبكاء الذي يلجأ إليه الإنسان ذاتياً دوافع، فقد يبكي الإنسان عندما يُفاجأ بخبر مفرح لم يتوقع تحققه إطلاقاً، كما يبكي الإنسان عندما يتعرض لحزن شديد، أو لفزع، أو لمداهمة من غريب، أو وجع مؤلم، أو رياء، أو شكر، أو بكاء من خشية الله. و ايضا عليكم تذكيره بإنّ من مظاهر الحزن الشديد البكاء. والروايات المادحة للبكاء من خشية الله أو من الحزن كثيرة نذكر بعضها: فعن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه، عن النبيّ صلى الله عليه وآله في حديث المناهي: قال: "ومَنْ ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه قصرٌ في الجنّة، مكلّل بالدرّ والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" ولا غرابة من عظيم هذا الثواب بحيث يوصف بأنّه لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، كيف رُتِّب على مجرّد قطرة من الدمع، لأنّ الدمعة كدمعة قد لا يكون لها أيّ أثر ولكن ما يترتّب على الدمعة هو الّذي له هذا الأجر العظيم… دمتم في رعاية الله

4