( 28 سنة ) - العراق
منذ سنتين

هل في ذلك أشكال على ديني

السلام عليكم ورحمة الله انا عمري 28 عام وغير متزوج اهلي وأقاربي وأصدقائي يحثونني على الزواج دائمآ وانه نصف دينك واقول لهم انتم تعرفون اني اشكوو من مرض بدأ ظهورة علي بسن 19 عام ولا انوي الزواج الا عندما يشافيني الله منه وأذا لم يشافيني الله لا أتزوج أبدآ هل في ذلك اشكال على ديني وما هي ااثارة علي


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا خلق الله الإنسان وزرع فيه عدداً من القوى النفسانيّة ومنها الشهوة فهي من الأمور الأصيلة في النفس الإنسانيّة، ولذلك فإنّ الإسلام لم يحاربها كما لم يحارب بقيّة القوى وإنّما دعا إلى تهذيبها والإفادة منها لتحقيق أغراض شرعيّة كالتناسل وحفظ النوع الإنساني ولذلك فقد جاءت الآيات الكريمة والروايات الشريفة لتبيّن كيف يتعامل الإنسان مع شهواته بشكل عامّ ومنها الشهوة الجنسيّة. فمن جهة بيّنت أنّ على الإنسان أن لا يخضع لشهواته وإلّا كان في مستوى البهائم أو أدنى بل عليه أن يبقي عقله هو القائد والموجّه لها كما دلّ على ذلك الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام - وقد سأله عبد الله بن سنان: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ - قال: "قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الله عزّ وجلّ ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم" ومن جهة أخرى يدعو إلى تلبية هذه الحاجات الضروريّة وعدم إغفالها حتّى لا يلزم مفاسد أخرى قد تترتّب على تركها كما تترتّب على الانغماس فيها. فإنّ الله - عزّ وجلّ - يعالج جموحنا للشهوة بإغرائنا بما هو أعظم منها إذا اتقيناه، والمجاهدة والصبر من لوازم التقوى، بقوله تعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ ولكنّه سبحانه في نفس الوقت يدعو إلى الزواج وتحصين النفس بشكل عامّ وفي مراحل متقدّمة من العمر مع التمكّن من ذلك، قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾4، وما ذاك إلّا لأنّ الزواج حصن في مواجهة الشهوة، أمّا من لم يقدر على الزواج فقد أمره الله تعالى بالصبر والتعفّف فقال - جلّ وعلا : ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾5 ، فأمر بالعفّة والصبر وعدم الانغماس في الشهوات والتعرّض لها ،و المرض المذكور ليس عيبًا و مانعًا من الزواج ، بعد قبول الفتاة الصالحة… دمتم في رعاية الله

1