noor ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

القرآن الكريم

السلام عليكم اني طالبة بكلية الطب عندي إقبال على قراءة القرآن الكريم و تلاوته لكن اعاني من عدم الإقبال على حفظه شنو اسوي؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك ايها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إن أي مشروع لابد أن يكون له هدف لينجح ويثمر، وهذا سؤال يجب أن توجهي لنفسك ِقبل البدء بهذا المشروع: لماذا أحفظ القرآن؟ وحاولي أن تكون الإجابة أنني أحفظ القرآن حبّاً في الله وابتغاء مرضاته ولأفوز بسعادة الدنيا والآخرة. فإذا كان هذا هو الهدف فتكون قد قطعت نصف الطريق في الحفظ. حاول أن تجلس وتفكر بفوائد حفظ القرآن، وكيف سيغير حياتك كما غير حياة من حفظه من قبلك. ويجب أن تعتقد أن الله سييسر لك حفظ القرآن فهو القائل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17]. فلا تجعلي همَّك هو حفظ القرآن من أجل أن يُقال عنك إنك ِ حفظتِ كتاب الله، بل لتكن نيَّتكِ أنكِ حفظتِ القرآن ابتغاء مرضاة الله ولتقرب من الله ، إذاً النية مهمة أثناء الحفظ والله سييسر لك ِحفظ القرآن ولكن بشرط أن تخلصي النية، كما ورد عن الرسول الأعظم (ص) قوله : (إنما الأعمال بالنيَّات) وأن يكون همُّكِ مرضاة الله أولاً وأخيراً. والعمل بتعاليم الكتاب المقدس ،وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، فحاولي أن تحفظي كل يوم القليل ولكن إياك ِأن تنقطعي عن الحفظ لأي سبب كان. وكلما تعبت ِمن الحفظ أعطي نفسك شيئاً من الاستراحة ولتكن استراحتك وراحتك في الصلاة وتدبر القرآن والتفكر في خلق الكون، وآيات الإعجاز العلمي. وتوجد ست مراحل لحفظ القرآن الكريم: المرحلة الأولى: حدد في كل يوم صفحة من المصحف الشريف، اهتم بها واتلوها عدة مرات عن الكتاب مباشرة. كمثال على ذلك: لو أن شخصاً نوى وضع برنامجٍ لحفظ ثلاث صفحات يومياً (مع التذكير بأن الحفظ الطبيعي والسليم للقرآن الكريم بتمامه هو في 4 سنوات)، عليه أن يحفظ كل يوم نصف صفحة، واليوم الأخير الذي هو آخر يوم في الأسبوع يرتاح فيه ويتوقف فيه عن الحفظ. كما أن عليه أن يتلو من القرآن نصف الصفحة المحفوظة يومياً عدة مرات. ومع مراعاة هذا البرنامج، يحفظ أسبوعيا ثلاث صفحات، فيكون في السنة حافظا ل (150) صفحة من القرآن، ولو بقي على هذا المنوال يصبح حافظاً لكل القرآن خلال أربع سنوات. هذه هي المرحلة الأولى في عملية حفظ القرآن الكريم. ومن المؤكد أنه ينبغي القيام بهذا العمل عدة مرات، حتى يصبح محيطا بها بشكل كامل. (الحد الأقل خمس إلى ست مرات وكلما زاد كان أفضل). المرحلة الثانية: الاطلاع على تفسير الآيات القرآنية ومعانيها، ولهذا الأمر دور محوري في الحفظ، لذلك فالإنسان الذي يفهم ماذا يحفظ ويدرك معاني الآيات القرآنية، يمكنه أن يحفظ الآيات بشكل أفضل. المرحلة الثالثة: الاستفادة من تسجيلات ترتيل القرآن الحكيم. فبعد الوقوف على معاني الآيات بدقة، نستمع إلى الصفحة بواسطة تسجيلات الترتيل، ونصغي إليها عدة مرات من البداية وحتى النهاية. وينبغي القيام بهذا الأمر مرتين أو ثلاثة على الأقل، ليطمئن على أن حفظ الآيات جاء بشكل صحيح، وإضافة إلى ذلك يكون قد حفظ الآيات مع تجويدها الصحيح. المرحلة الرابعة: تكرار الكلمات كلمة فكلمة، أو تكرار جمل النصف الصفحة الواحدة تلو الأخرى أي تكرار الجملة الأولى عدة مرات فالجملة الثانية، وهكذا منفصلة عن بعضها، وبعد تكرار المقطع الأول عدة مرات ننتقل إلى المقطع التالي ونتابع إلى الأخير. المرحلة الخامسة: وهي أنه ينبغي بعد التوقف عدة ساعات أو مرور الوقت (مثلاً أن يفصل بين العملين نصف نهار)، من إعادة العمل (أعلاه) مرة أخرى من البداية بنفس الطريقة السابقة ولكن هذه المرة أسرع من السابقة، بمعنى أن نقرأ محفوظاتنا مرتين ونرى كم يبقى منها في الذهن والمقدار الذي ذهب. والمقدار الذي ذهب بعد مرور الفاصلة الزمنية ينبغي إعادة حفظه والمرور عليه مرتين. أمَّا المرحلة الخامسة، هي أنه يجب تكرار المحفوظات مرتين أخريتين بعد الفاصل الزمني (الذي هو نصف نهار تقريبا) (فلو كان الحفظ الأول أول النهار فيكون التكرار الثاني لها بعد الظهر أو آخر الليل، فلو كان آخر الليل فيكون تكرارها صباح اليوم التالي، وكن مطمئناً أنها لن تمحى بعدها أبداً من الذاكرة. المرحلة السادسة: وهي آخر مرحلة حول كيفية الحفظ، وهي إعادة تكرار المحفوظات (أنصاف الصفحات المختلفة) في الأيام القادمة. وعلى الأقل لمدة عشرة أيام واحد تلو الآخر. بمعنى أنك لو حفظت في اليوم الأول من الشهر 5 آيات من سورة البقرة، عليك أن تتابع قراءة هذه الآيات يومياً إلى اليوم العاشر بالإضافة إلى الآيات التي تحفظها في اليوم التالي. دمتم في رعاية الله

4