صفاء القلوب سامح غيرك مهما كان خطؤه يُسامحك الله
قال تعالى :
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّه ُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم }
صدق الله العظيم
( النور / 22 )
يعني اعفوا واصفحوا وسامحوا كل من أساء إليكم من اخوانكم المسلمين وصفّوا قلوبكم دائما من كل حقد وحسد وكره وعداء .
وبادروا بالإحسان لتعيشوا سعداء في الدنيا ولتنالوا رضى ربكم في الآخره فيعفو عنكم ويغفر لكم ويدخلكم الجنة بسلام ..
هل يوجد شي أعظم من أن يغفر لك الله ذنوبك يوم القيامة ؟
هل يوجد شي أعظم من أن تنجو من النار ؟
هل يوجد شي أعظم من ان يدخلك الله جنة النعيم تنعم خالدا فيها ؟
سامح غيرك مهما كان خطؤه ، يُسامحك الله .
وكلما كان حجم خطأه أكبر وسامحته لأجل الله كان رضى الله عليك أكبر ، ومغفرته أعظم ، وأجره أعلى .
قال تعالى :
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
صدق الله العظيم
( فصلت / 34 )
فسامحني حتى لو لم تعرفني ... المزید
سامحني حتى لو انك تعتقد بأنه ليس هناك داع للتسامح ...
فقط سامحني...
أريد منك الدعاء الخالص من القلب ..
قل: اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني عفوت عنه، اللهم فاعفو.
اللهم اني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرج أن يعفو
عبادك عني.
اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي.
اللهم اني أرجو نجاة مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين.
هل ترغب في يوم الحساب بأن لا يأتي أحد ويأخذ من حسناتك أو يرمي
عليك سيئاته؟
هل دعوت الله من صميم قلبك وبإخلاص النية بأنك عفوت عن كل من أساء إليك أو ظلمك أو مسك بأي مكروه؟
فكر وجرب وانظر كيف أن الله سوف يرحمك بالدنيا والآخرة
أسأل الله الاستجابة بإخلاص النية فأنت لن تخسر مع الله أي شيء وهو القادر على كل شيء.
فقط جرب....
سامح الأخرين كي يسامحك الله وأرحم الأخرين لكي يرحمك الله
ساهم في نشر هذه التجربة لأنك إذا غفرت للبشر وطهرت قلبك
فإن الله لن ينساك وسيمنحكك ما يغنيك في:
" يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"
اتمنى أن اقرا ردودكم وأتمنى أن ألتقي بكم يوما .. في الفردوس الأعلى
عن أبي عبيدة الحذاء، عن ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
" حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحدث الناس قال:
إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلاً مهلاً جرداً مرداً في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر، فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم، ويكثر عرقهم وتضيق بهم امورهم، ويشتد ضجيجهم، وترتفع أصواتهم، قال: وهو أول هول من أهوال يوم القيامة، قال: فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ضلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم: يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار قال: فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك، وتخشع أبصارهم، وتضطرب فرائصهم، وتفزع قلوبهم، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداعي، قال: فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عسر، قال: فيشرف الله عزوجل ذكره الحكم العدل عليهم فيقول: أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي، لا يظلم اليوم عندي أحد، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه، ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات، واثيب على الهبات، ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولاحد عنده مظلمة إلا مظلمة يهبها
لصاحبها واثيبه عليها وآخذ له بها عند الحساب، فتلازموا أيها الخلائق و اطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا، وأنا شاهد لكم عليهم، وكفى بي شهيدا، قال: فيتعارفون ويتلازمون فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها، قال: فيمكثون ما شاء الله فيشتد حالهم، فيكثر عرقهم ويشتد غمهم، وترتفع أصواتهم بضجيج شديد، فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لاهلها.
قال:
ويطلع الله (عزوجل) على جهدهم فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى يسمع آخرهم كما يسمع أولهم: يا معاشر الخلائق أنصتوا لداعي الله تبارك وتعالى واسمعوا، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم:
أنا الوهاب، إن أحببتم أن تواهبوا فتواهبوا، وإن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم،
قال: فيفرحون بذلك لشدة جهدهم وضيق مسلكهم وتزاحمهم
قال: فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلصوا مما هم فيه، ويبقى بعضهم
فيقولون: يا رب مظالمنا أعظم من أن نهبها.
قال: فينادي مناد من تلقاء العرش: أين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس
قال: فيأمره الله عزوجل أن يطلع من الفردوس قصراً من فضة بما فيه من الآنية والخدم،
قال: فيطلعه عليهم في حفافة القصر الوصائف والخدم،
قال فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى: يا معشر الخلائق ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى هذا القصر
قال: فيرفعون رؤوسهم فكلهم يتمناه،
قال: فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى: يا معشر الخلائق هذا لكل من عفى عن مؤمن
قال، فيعفون كلهم إلا القليل .
قال: فيقول الله عزوجل: لا يجوز إلى جنتي اليوم ظالم، ولا يجوز إلى ناري اليوم ظالم ولاحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب، أيها الخلائق استعدوا للحساب ... "
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 7 / ص 268)