( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

زياره نصف رجب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نجد في زياره الامام الحسين صلوات الله عليه في زياره النصف من رجب في مقدمة الزياره (السَّلامُ عَلَيكُم يا آلَ اللهِ،) فهنا هل هناك اشكال في هذه الجملة في ان نقول ال الله وما المقصود بذلك ووفقكم الله لكل خير اللهم صل على محمد وال محمد


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا فقرة (السَّلامُ عَلَيكُم يا آلَ الله)، أيضًا قد وردت في زيارة الاربعين ،فهنا قد يلتفت الذهن ليتساءل: كيف يكون الإنسان آلًا لله؟ الله «عز وجل» ليس جسمًا حتى يولِد وحتى ينجب، وهو القائل في كتابه: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾، فإذا لم يكن جسمًا ينجب وينسل، فما معنى كلمة ”السلام عليكم يا آل الله“؟ هذه العبارة تحتمل معنيين: المعنى الأول: تمظهر الصفات الإلهية. آل الشخص هم الذين يمثلونه، آل فلان، أهل فلان، آله هم الذين يمثلونه. الإنسان يتمثل في آله، يتمثل في أهل بيته، آله هم الذين يرثون صفاته، هم الذي يرثون شمائله، هم الذي يرثون كفاءاته، الوراثة تفعل مفعولها، فآل الشخص هم الذين يمثلون صفاته وشمائله ومظاهره وأسماءه. أهل البيت هم المخلوقات التي تمثّل صفاتِ الله «عز وجل»، الله تجلى فيهم بما لم يتجل بغيرهم، الله «تبارك وتعالى» تجلت أسماؤه وصفاته في أهل بيت النبوة، وأهم صفتين تجلتا في أهل البيت صفة العلم وصفة الرحمة. علمه «تبارك وتعالى» تجلى فيهم، وانحدر على ألسنتهم، ورحمته «تبارك وتعالى» تجلت في أفعالهم ومعاملاتهم مع الخلق، حيث كانوا يتعاملون مع الخلق معاملة الرحمة، معاملة الحنان، معاملة اللطف، معاملة الجذب، معاملة الاحتواء، معاملة الاستيعاب، إذن أهل البيت مظهرٌ لعلم الله، ومظهرٌ لرحمة الله، فبما أنهم مظهرٌ له، إذن فهم آله، ”السلام عليكم يا آل الله“ أي: مظهر صفات الله ومظهر أسمائه «تبارك وتعالى». المعنى الثاني: ارتفاع الواسطة. جميع البشرية عندما تريد أن تبتهل إلى الله، وعندما تريد أن تدعو الله «عز وجل» من أجل أن يغفر ذنوبها، ويفرّج غمومها، ويكشف همومها، البشرية عندما تريد أن تدعو الله، توسّط بينها وبين الله واسطةً، والواسطة هم أهل بيت النبوة ، أما أهل بيت النبوة فلا يحتاجون إلى واسطة، غيرهم من البشر يجعلهم واسطة بينه وبين الله من أجل غفران ذنوبه وستر عيوبه وكشف كروبه، ولكن أهل البيت لأن الله تجلى في قلوبهم، ولأن الله ظهر بنوره في أرواحهم، فإنهم لا يحتاجون إلى واسطة بينه وبينهم. ولذلك، تقرأ في الأدعية الواردة عنهم: ”بك عرفتك وأنت دللتني عليك“، الإمام أمير المؤمنين يقول: ليس بيني وبينك واسطة، الخلق يتخذونني واسطة، أما أنا فلا أتخذ واسطة. الإمام الحسين في دعائه يقول: ”متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك؟!“. إذن، نحن لبعدنا عن الله نتيجة ذنوبنا ومعاصينا نحتاج إلى الواسطة، أما هم فلأنهم أنواره، فلأنهم تجلياته، فلأنه تجلى وظهر في قلوبهم وأرواحهم، لا يحتاجون إلى واسطة بينهم وبينه. ولذلك، تقرأ في زيارة الإمام الكاظم : ”لا فرق بينك وبينهم إلا أنهم عبادك“، أي: لا فرق بمعنى: لا فاصل، لا واسطة، لا توجد واسطة، لا يوجد فارق يحجبهم عنه، لا يوجد فاصل يفصلهم عنك، هم مقبلون ومنفتحون ومظهرون عليك من دون فاصل ولا واسطة، أما نحن فنحتاج إلى واسطتهم، ونحتاج إلى وسيلتهم، ولأجل أنهم لا يحتاجون إلى الواسطة فهم آل الله. دمتم في رعاية الله

2