logo-img
السیاسات و الشروط
فتاة ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

برزن من الخدور ناشرات الشعور

السلام عليكم، ورد فـي الزيارة الناحية: فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ عَلَى الْخُدُودِ، لَاطِمَاتِ الْوُجُوهِ، سَافِرَاتٍ‏،[ملاحظة 31] وَبِالْعَوِيلِ دَاعِيَاتٍ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلَاتٍ، وَإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَاتٍ. ممكن تفسير وتوضيح قصد الامام عليه السـلام لإنـي فهمته بـإن بنات رسول ص خرجن مـِــنْ خدرهن ورأهن الاعداء وهذا لا يعقل بإن بنات الرسالة يخرجن بهذه الطريقة.


عليكم السلام ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ١-زيارة الناحية في سندها تأمل عند العلماء، وعبارة (ناشرات الشعور) يمكن أن تُحمل على الكناية والمجاز في التعبير لبيان شدة المصيبة وهولها، كما سيأتي، وهذا سائغ في كلام العرب ونثرهم. فلا اشكال في قراءة الزيارة ٢-لَا يُمْكِنُ تَصَوُّرُ أَنَّ الْحَوْرَاءَ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلامُ) تُخَالِفُ تعَاليمَ الْإِسْلَامِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ فِي يَوْمِ وَفَاةِ أَبِيهَا الْمُرْتَضَى (عَلَيْهِ السَّلامُ) وَتَرْفَعُ حِجَابَهَا، فَالثَّابِتُ عِنْدَنَا هِي مَعْصُومَةٌ بِالْعِصْمَةِ الصُّغْرَى، فَلَمْ يَنْقُلْ لَنَا التَّأْرِيخُ حَادِثَةً وَاحِدَةً عَنْهَا أَنَّهَا خَالَفَتِ الشَّرِيعَةَ، بَلْ كَانَتْ فِي أَعْلَى دَرَجَاتِ الْوَرَعِ والإلتزامِ وَالْعِبَادَةِ، وَمَا يَتَنَاقَلُهُ الرَّواديدُ يَسْتَفِيدُونَهُ مِمَّا وَرَدَ فِي زِيَارَةِ النَّاحِيَةِ الْمَروِيَّةِ عَنِ الْإمَامِ الْمَهْدِيِّ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، وَالَّتِي جَاءَ فِيهَا: (فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءَ جَوَادَكَ مَخْزِيًّا، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيًّا، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ، عَلَى الْخُدُودِ لَاطِمَاتٍ..). وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ- عَلَى التَّسْلِيمِ بِصِحَّةِ سَنَدِ هَذِهِ الزِّيَارَةِ مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ثَابِتَةً بِحَسبِ قَواعدِ عِلمِ الرِّجال- لَهَا تَفْسِيرَاتٌ عِدَّةٌ، مِنْهَا: خُرُوجُ النِّسَاءِ إِلَى مُخَيَّمَاتِ بَعْضِهِنَّ الْبَعْضَ ؛ إِذْ كَانَتْ لِلنِّسَاءِ عِدَّةُ مُخَيَّمَاتٍ، فَخَرَجْنَ إِلَى بَعْضِهِنَّ الْبَعْضَ وتَنادبْنَ لِلْعَزَاءِ وَنَشَرْنَ شَعْرَهُنَّ فِيمَا بَيْنَهُنَّ وَلَيْسَ أَمَامَ الْأَعْدَاءِ، وَمِنْهَا: الْخُرُوجُ إِلَى فَنَاءِ الْمُخَيَّمَاتِ وَالْاِجْتِمَاعِ فِي الْفَنَاءِ بَعيدَاً عَنْ أَعيُنِ الْأَعْدَاءِ ؛ لِأَنَّ الْمَسَافَةَ كَانَتْ بَيْنَ الْمُخَيَّمَاتِ وَجَيْشِ بَني أُمَيَّةَ تَعَادِلُ غُلُوَّة سَهْمٍ، أَي تَزِيدُ عَلَى مَائتَينَ وخَمْسِينَ مِتْرًا، وَمِثْلُ هَذِهِ الْمَسَافَةِ لَا تَسْمُحُ بِالرُّؤْيَةِ الْوَاضِحَةِ، وَمِنْهَا: أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الْمَعْنَى الْمَجَازِيّ مِنَ الذُّهُولِ فِي الشُّعُورِ لَا الْمُرَادُ بِهِ نَشْرُ الشَّعْرِ حَقِيقَةً ... المزید وَكُلَّهَا مَحَامِلُ صَحِيحَةٌ يُجِيزُهَا شِدَّةُ وَرَعِ هَذِهِ النِّسَاءِ وَتَقْوَاهُنَّ خَاصَّةً سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ زَمَانِهَا، الْحَوْرَاءَ زَيْنَبَ (عَلَيْهَا السَّلامُ). دمتم في رعاية الله