الحمى هي انفعال عام يطرأ على الوظائف الحيوية يضاف إليه سرعة غير طبيعية لبعض أعمال الجسد وسرعة غير عادية للنبض، وزيادة للحرارة الغريزية واضطراب للمجموع العصبي والهضمي، والحمى ليست مرضاً قائماً بنفسه بل هي نتيجة مجهود عظيم يبذله الجسم ليتخلص بسببه من مرض ويرجع التوازن الجسدي لحالته الأولى.
ومن أعراضها: ارتفاع درجة الحرارة فقد تبلغ لغاية 42 درجة بدل 37 ويزداد النبض من 60 أو70 إلى 120 وزيادة، ويشعر المصاب بحرارة وقشعريرة متعاقبتين ويضاف إلى هذا العطش، وفقدان الشهية، وجفاف الجلد، وقلة عرقه، وألم في الرأس وتعكر في البول، وشعور بالضجر، فيشعر المريض بأنه تعب متكسر الأعضاء، كثيب، وقد يعتريه هذيان أحياناً.
ولمعالجة الحمى يتبع ما يلي:
يجب أن يتخلل حجرة المريض دائما هواء نقي، ولذلك يجب ترك النوافذ مفتحة، يعطى المصاب للشرب من المياه النقية، ويشترط أن تكون عذبة ما أمكن.
الأغذية يجب أن تكون نباتية خفيفة كخلاصة الشعير، ويعطي فواكه مطبوخة، وشوربة فواكه، ينفع المحمومين أن يصبوا الماء على أجسادهم صبا خفيفا في دقيقتين أو ثلاث فقط، النوم للمحموم من أحسن العلاجات، فلا يجوز إيقاظه ليعطى أي علاج كان.
ويأتي ذكر الحمى في الطب النبوي وطب الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) وطرق معالجتها بشكل كبير ففي بعض المصادر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس من داء إلا وهو من داخل الجوف إلا الجراحة والحمى، فإنهما يردان وروداً.
وقال (عليه السلام): أكسروا حر الحمى بالبنفسج والماء البارد فإن حرها من فيح جهنم.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل التفاح، فإنه يطفئ الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحمى.
ويروي المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر له الحمى فقال: إن أهل البيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد يصب علينا وأكل التفاح.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) كذلك أنه قال: أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح.كما يروي سليمان بن درستويه الواسطي، فيقول: وجهني المفضل بن عمر بحوائج إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا قدامه تفاح أخضر، فقلت له: جعلت فداك، ما هذا؟ فقال: يا سليمان، إني وعكت البارحة، فبعثت إلى هذا الأكلة، استطفئ به الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحمى، وكذلك عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: الحمى من فيح جهنم فأطفؤها بالماء البارد.
وكان (سلام الله عليه) يقول: ما اختار جدنا (صلى الله عليه وآله) للحمى إلا وزن عشرة دراهم سكر بماء بارد على الريق، وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: بللوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرات، ويحول من إناء إلى إناء ويسقى المحموم، فإنه يذهب بالحمى الحارة، ولعل ذلك محمول على الحميات البلغمية الغالبة في البلاد الحارة.
وينقل عن الإمام الصادق (عليه السلام): البصل يذهب بالحمى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نشرة الكفيل(نشرة أسبوعية ثقافية تصدرها وحدة النشرات في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 29.