عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
أهلا وسهلا بكم..
الحديث قد يحتمل أكثر من معنى وكلها معان صحيحة في نفسها:
الأول: أن يكون المراد: أن المعتبر في الإنسان هو نيته وعمله، لا مظهره الظاهري؛ فمهما كان ظاهر الإنسان حسنا، فهذا لا قيمة له إذا كان غير مستقيم القلب والعمل، ويكون ذلك نظير ما ورد عنه (صلى الله عليه وآله): «يا أبا ذر إن اللَّه تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم وأقوالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
الثاني: أن يكون المراد: أنه تعالى لا يريد منا العمل الذي ظاهره حسن، بل لابد من استقامة القلب بجعل العلم خالصا لله تعالى؛ فلا يكفي حسن ظاهر الأعمال مع انحراف القلب وبعده عن الله تعالى والعمل لغير وجهه، كما لو كان العبد يصلي وقلبه لاه عن الله تعالى يفكر في غيره أثناء الصلاة، أو يصلي لأجل الرياء والسمعة.
كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
وورد عن زين العابدين (عليه السلام): «لا عمل إلا بنية».
الثالث: أن يكون المراد: أن ظاهر الإنسان إذا كان وضيعا لا يقلل من قيمته؛ فإن الله تعالى لا ينظر إلى هذا الظاهر، بل ينظر إلى القلب الطاهر والعمل الصالح؛ ففقر الإنسان وقبح وجهه وتمزق ثيابه لا يقلل من مقامه عند الله تعالى ما دام نقي القلب وصالح العمل.
هذا..
ومما لا شك فيه أن الحديث لا يراد منه: أن الله تعالى ينظر إلى القلوب، ولا ينظر إلى الأعمال؛ فما دام القلب صافيا فلا يهم أن يعصي الإنسان الله تعالى، كما نسمعه عادة من أهل المعاصي حين يبررون أعمالهم القبيحة ومعاصيهم الشنيعة!
فكيف يمكن لقلب: أن يكون طاهرا وصاحبه يعصي ربه؟!
دمتم موفقين مسددين..