باقر الموسوي ( 29 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تاريخي

المعروف : السر بين اثنين يخرج . سوالي كيف حافظ ابناء يعقوب عليه السلام على سر اخيهم يوسف خلال 40 سنة ارجو جواب ب تفصيل


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا لقد كان كلام إخوة يوسف مدروسًا بشكل دقيق، وذلك أولاً لأنهم خاطبوا أباهم يبكون لتمرير خطتهم، وقالوا له: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾. ومن أجل أن يبرهنوا على صحة كلامهم فقد ﴿وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ إذ لطخوا الثوب بدم الغزال أو الخروف أو التيس... ولكن حيث أن الكاذب لا يمتلك حافظة قوية، وحيث أن أية حقيقة فيها علائق مختلفة وكيفيات ومسائل يقل أن تجتمع منظمّة في الكذب، فقد غفل إخوة يوسف عن هذه المسألة الدقيقة... وهي ? على الأقل ? أن يخرقوا قميص يوسف الملطخ بالدم ليدل على هجوم الذئب... فقد قدموا القميص سالمًا غير مخرق فأحس الأب بمؤامرتهم، فما إن وقعت عيناه على القميص حتى فهم كل شيء و ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ و إن النبي يعقوب عليه السلام أخذ قميص يوسف وهو يقلبه ويقول: (ما أرى ناب ولا ظفر إن هذا السبع رحيم) وفي رواية إنه أخذ القميص وألقاه على وجهه وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص، وقال: تالله ما رأيت كاليوم ذئبًا أحلم من هذا أكل ابني ولم يمزق على قميصه، وجاء أنه بكى وصاح وخرّ مغشيًا عليه فأفاضوا عليه الماء فلم يتحرك ونادوه فلم يجب ووضع يهوذا يده على مخارج نفسه فلم يحس بنفس ولا تحرك له عرق، فقال: ويل لنا من ديان يوم الدين ضيعنا أخانا وقتلنا أبانا فلم يفق إلا ببرد السحر. وبالرغم من احتراق قلبه ولهيب روحه لم يجر على لسانه ما يدل على عدم الشكر أو اليأس أو الفزع أو الجزع، بل قال: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ ثم قال: ﴿وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ وأسأله أن يبدل مرارة الصبر في فمي إلى (حلاوة) ويرزقني القوة والقدرة على التحمل أكثر أمام هذا الطوفان العظيم، لئلا أفقد زمامي ويجري على لساني كلام غير لائق. ولم يقل: أسأله أن يعطيني الصبر على موت يوسف، لأنه كان يعلم أن يوسف لم يُقتل... بل قال: أطلب الصبر على مفارقتي ولدي يوسف... وعلى ما تصفون. فالقضية كانت مفضوحة ليس سرًا بينهما بل جاراهم يعقوب صبرا على ارادة الله و مصلحة يوسف النبي. دمتم في رعاية الله

1