( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التفكير في الذنب

لا اعرف ماذا يقصد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام) ؟


اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم التفكير في الذنب إن الإسلام يخطو خطوة أوسع في هذا المجال ، ويقول بأن الإنسان الواقعي هو الذي لا يكتفي بترك الذنوب فحسب ، بل لا يفسح مجالاً في ذهنه وفكره للتفكير في الذنب ، ولا يدع الفكرة المظلمة تمر بخاطره ... فإن التفكير في الذنب حتى ولو لم يصل إلى مرحلة التطبيق ، يوجد ظلمة روحية في القلب ويمحو الصفاء الروحي من الإنسان يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام ويقول إمامنا الصادق عليه السلام راوياً عن عيسى بن مريم عليهما السلام أنه كان يقول إن موسى أمركم أن لا تزنوا ، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا ، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت أي أن فكرة الذنب توجد ظلمة في القلب شاء الفرد أم أبى وتسلب صفاء النفس ، حتى ولو لم يرتكبه الإنسان إن النكات الدقيقة التي أوردها الإسلام في موضوع السعادة الإنسانية في القرون السالفة وعلمها أتباعه ، تستجلب أنظار العلماء المعاصرين في العصر الحديث فنراهم يفطنون إلى تلك الحقائق في كتبهم ومؤلفاتهم إن النشاطات الجسدية والروحية تتكامل بدافع الحب فتكسب الشخصية قوة ورصانة وكمالاً وعلى العكس فإن الرذائل تحط من الشخصية وتسحقها . إن الكسل والتردد في الرأي مثلاً من أهم العوامل على جمود الفكر ، وكذلك العجب بالنفس والغرور والحسد فإنها من عوامل التفرقة والتباعد بين الناس ، وهي جميعاً تمنع النفس البشرية من التكامل