Safaa Al-musawi ( 49 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الاوطان

السلام عليكم ما صحه الحديث عن الرسول الاكرم عليه افضل الصلاة والسلام (حب الوطن من الايمان) وهل المقصود من الوطن نذه البلدان التي تم تشكيلها لاسباب قومية او طائفيه وسياسية من قبل دول الاستعماريه في وقتها جزاكم الله خيرا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا لقد ورد عنهم عليهم السلام أن " حب الوطن من الايمان " وإننا بغض النظر عن سند هذا الحديث. لربما يصعب علينا - لأول وهلة - تصور معنى سليم ومقبول لهذه الكلمة؟ إذ لماذا يكون حب الوطن من الايمان؟! وهل يمكن أن يكون لهذا التراب بما هو تراب، ولد الانسان عليه، وعاش في أجوائه، مهما كان وضعه الجغرافي سيئا، قيمة واحترام إلى حد أن يعتبر حبه من الايمان؟ وبسوى هذا الحب، فإن الايمان يكون ناقصا، وليس فيه تلك الفاعلية المتوخاة؟. وأننا في مقام الإجابة على هذا السؤال، نقول: أن هذا الحب الذي يهتم به الاسلام لا يمكن أن يكون حبا عشوائيا ، وإنما هو حب منسجم مع أهداف الاسلام العليا، ومن منطلق إيماني واقعي إلهي، فإنه " من الايمان ". كما أن الوطن الذي يعتبر الاسلام حبه من الايمان، ليس هو محل ولادة الانسان، وإنما هو الوطن الاسلامي الكبير، الذي يعتبر الحفاظ عليه حفاظا على الدين والانسانية، لان به يعز الدين، وتعلو كلمة الله، وهو قوة للاسلام، لأنه محل استقرار وهدوء، وموضع بناء القوة فكريا وروحيا وماديا، نعم، إن الوطن ليس إلا وسيلة للدفاع عن الدين والحق، وللوصول إلى الاهداف الخيرة والنبيلة، فالدين والانسان هو الأصل، والوطن وغيره لا بد وأن يكون في - خدمة هذا الدين، ومن أجل ذلك الانسان. فإن حفاظه وحبه هذا يكون من الايمان. وأما إذا كان الوطن وطن الشرك والكفر والانحراف، والانحطاط بإنسانية الانسان؟ فإن الحفاظ على وطن كهذا وحبه يكون حفاظا على الشرك وتقوية له، كما أن حبه هذا يكون من الكفر والشرك، لا من الايمان والاسلام. ومن أجل ذلك فقد حكم الاسلام والقرآن على من كان في بلاد الشرك، وكان بقاؤه فيها موجبا لضعف دينه وإيمانه: أن يهاجر منها إلى بلاد الايمان والاسلام، إلى حيث يستطيع أن يحتفظ بدينه قويا فاعلا، وبإنسانية خلاقة نبيلة قال تعالى: في إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا: فيم كنتم؟ قالوا: كنا مستضعفين في الأرض قالوا: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " دمتم في رعاية الله

1