logo-img
السیاسات و الشروط
احمد الموالي احمد الموالي ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

علم الكتاب

السلام ما المقصود بـ "علم الكتاب" في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في تفسير الأمثل ج١٢،ص٧٠-٧٤: وأما " علم الكتاب " فالمراد منه معرفة ما في الكتب السماوية ... المزید المعرفة العميقة التي تمكنه من القيام بهذا العمل الخارق للعادة! وقال بعضهم: يحتمل أن يكون المراد من (علم الكتاب) هو اللوح المحفوظ الذي علم الله بعضه ذلك الرجل " آصف " ولذلك استطاع أن يأتي بعرش ملكة سبأ بطرفة عين، ويحضره عند سليمان!. وقال كثير من المفسرين: إن هذا الرجل المؤمن كان عارفا بالاسم الأعظم، ذلك الاسم الذي يخضع له كل شئ، ويمنح الإنسان قدرة خارقة للعادة!. وينبغي القول أن " الاسم الأعظم " ليس كما يتصوره الكثير بأن مفهومه أن يتلفظ الإنسان بكلمة فيكون وراءها الأثر العجيب، بل المراد منه التخلق بذلك الاسم والوصف، أي على الإنسان أن يستوعب " الاسم " في نفسه وروحه، وأن يتكامل علمه وخلقه وتقواه وإيمانه إلى درجة يكون بها مظهرا من مظاهر ذلك الاسم الأعظم، فهذا التكامل المعنوي والروحاني (بواسطة الاسم الأعظم) يوجد في الإنسان مثل هذه القدرة الخارقة للعادة . وهناك فرق بين " علم من الكتاب " و " علم الكتاب ": جاء التعبير في الآيات - محل البحث - عن الذي أتى بعرش ملكة سبأ في أدنى مدة " وبطرفة عين " ب‍ من عنده علم من الكتاب بينما جاء في الآية (43) من سورة الرعد في شأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يشهد على حقانيته قل كفى بالله شهيدا بين وبينكم ومن عنده علم الكتاب. في حديث عن أبي سعيد الخدري أنه قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الذي عنده علم من الكتاب الوارد في قصة سليمان، فقال (صلى الله عليه وآله): هو وصي أخي سليمان بن داود، فقلت: والآية ومن عنده علم الكتاب عمن تتحدث؟ فقال (صلى الله عليه وآله): ذاك أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1). والالتفات إلى الفرق بين " علم من الكتاب " الذي يعني " العلم الجزئي " و (علم الكتاب) الذي يعني " العلم الكلي "، يكشف البون الشاسع بين آصف وعلي (عليه السلام). لذلك نقرأ في روايات كثيرة أن الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا إنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين - كان " حرف " واحد منه عند " آصف بن برخيا " وقام بمثل هذا العمل الخارق للعادة - وعندنا نحن الأئمة من أهل البيت - اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده (2). دمتم في رعاية الله

3