( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الحرص على الدنيا

بماذا اوصونا اهل البيت عليهم السلام بالحرص على الدنيا و الآخرة ؟


عن الامام الباقر عليه السلام قال مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز ، كلما ازدادت على نفسها لفاً ، كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غماً .. وعنه قال : أغنى الغنى ، من لم يكن للحرص أسيراً .. الوسائل ج11ص318 وورد في كتاب البحار للعلامة المجلسي(أعلى الله مقامه) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « ما ذئبان ضاريان في غانم ليس لها راع هذا في أولها وهذا في آخرها بأسرع فيها من حب المال والشرف في دين المؤمن » بيان: بأسرع اي في القتل والافناء. *** وعن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: « من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم لا يغني، وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال » بيان: " لا يغني " لانه لا يحصل له ما هو مقتضى حرصه وأمله في الدنيا ولا يمكنه الاحتراز عن آفاتها ومصائبها، فهو في الدنيا دائما في الغم لما فات والهم لما لم يحصل، فإذا فات فهو في أحزان وحسرات من مفارقتها، ولم يقدم منها شيئا ينفعه، فهمه لا يغني أبدا، والفرق بين الامل والرجاء أن متعلق الامل العمر والبقاء في الدنيا، ومتعلق الرجاء ما سواه، أو متعلق الامل بعيد الحصول ومتعلق الرجاء قريب الوصول، ومعلوم أن محب الدنيا وطالبها يأمل منها ما لا مطمع في حصوله، لكن لشدة حرصه يطلبه ويأمله ويرجو الانتفاع بها، فيحول الاجل بينه وبينها، أو يرجو الآخرة وجمعها مع الدنيا، مع أنه لا يسعى لتحصيل الآخرة ويقصر همه على تحصيل الدنيا ونعم ما قيل: يا طــــــالب الرزق.. مجـــتــهدا *** أقصر عناك فان الرزق مقسوم لا تحرصن على ما لست تدركه *** إن الحريص على الآمال محروم بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 70 / ص 24)