مصطفى ( 31 سنة ) - العراق
منذ سنتين

استفسار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحه قصه ضياع الامام الحسين عليه السلام عندما كان طفلا و ارسلت اليه الزهراء عليها السلام اخيه الامام الحسن وصادفته غزاله فكلمها واخبرته عن مكان الحسين عليه السلام وكيف نتاكد من صحه القصص التاريخيه عن الائمه عليهم السلام ان كانت صحيحه او بها مبالغه


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا نقلت هذه القصه في كتاب المنتخب للطريحي وايضا نقلها السيد البحراني و غيرهما ، و هي تتحدث عن قدرة اهل البيت صلوات الله عليهم في التكلم مع الحيوانات و تسخيرها لهم و نتكلم عن الوِلَايَةُ التّكوينِيَّةُ ((بغض النظر عن سندها)) و بعيدا عن مضمون الرواية المذكورة في السؤال .. نذكر ما يلي .. اما بالنسبة للاحاديث والروايات و كيفية معرفة سندها و صحة مضمونها فعليكم ارسال الرواية كسؤال في قسم الاحاديث والروايات حتى نجيب عليكم ان شاء الله تعالى. ، أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَمْنَحُ النَّبِيَّ أَوْ الوَلِيَّ القُدْرَةَ عَلَى التَّصَرُّفِ فِي الظَّاهِرَةِ الكَوْنِيَّةِ خِلَافَ نِظَامِ العلِّيَّةِ المُتَعَارَفِ، وَذَلِكَ كَمَا فِي إِعْطَاءِ القُدرَةِ لنَبيِّ اللهِ دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَلَامُ) فِي تَلْيِينِ الحَدِيدِ بِيَدِهِ المُجَرَّدَتَيْنِ وَعَمَلِ دُرُوعٍ سَابِغَاتٍ يَعتَاشُ مِنْهَا. قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتِينَا دَاوُدُ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أُوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَألَنَّا لَهُ الحَدِيدَ أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)} [سُورَةُ سَبَأ: 10-11]. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي "البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ": ((وَأَمَّا إلانَةُ الحَدِيدِ بِغَيْرِ نَارٍ كَمَا يَلِينُ العَجِينُ فِي يَدِهِ، فَكَانَ يَصْنَعُ هَذِهِ الدُّرُوعَ الدَّاوُوديَّةَ، وَهِيَ الزَّرَدِيَّاتُ السَّابِغَاتُ وَأَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ بِعَمَلِهَا، "وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ" أَي أَلَّا يَدُقَّ المِسْمَارَ فَيُعَلَّقَ وَلَا يَعظِلَه فَيُقْصَمَ، كَمَا جَاءَ فِي البُخَارِيِّ)) [البِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ 6: 318]. انْتَهَى. وَأَيْضاً كَمَا فِي إِحْيَاءِ المَوْتَى وَخَلْقِ الطَّيْرِ مِنْ الطِّينِ وإبرَاءِ الأَكَمَهِ وَالأَبْرَصِ لِنَبِيِّ اللهِ عِيسَى (عَلَيْهِ السَلَامُ)، قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ عِيسَى (عَلَيْهِ السَلَامُ): (أنَّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنَّي أَخْلُقُ لِكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وأُبْرِىءُ الأَكَمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ المَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ) [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 49 ]. فَالوِلَايَةُ التّكوينِيَّةُ هِيَ قُدْرَةٌ إِعْجَازِيَّةٌ يَمْنَحُهَا المَوْلَى سُبْحَانَهُ لأَنْبِيَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ، وَتَكُونُ بِإِذْنِهِ وَإِرَادَتِهِ، فَهِيَ لَيْسَتْ تَصَرُّفاً مُسْتَقِلًّاً مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ، بَلْ قُدْرَةٌ إِعْجَازِيَّةٌ تُمْنَحُ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لإِثْبَاتِ نُبُوَّةِ أنبِيَائِهِ وَبَيَانِ فَضْلِهِمْ، وَالجَمْعُ بَيْنَ الآيَاتِ فِي مَفْرُوضِ السُّؤَالِ وَاضِحٌ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) الأَعْرَافُ: 54 ، وَقَوْلُهُ جَلَّ وَعَلَا: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ (آلُ عِمْرَانَ: 49. بِأَنَّ خَلْقَ عِيسَى (عَلَيْهِ السَلَامُ) للطَّيْرِ مِنْ الطِّينِ هُوَ بِإِذْنِ اللهِ وَإِرَادَتِهِ، فَهُوَ بِالنَّتِيجَةِ خَلْقٌ لِلهِ وَلَكِنْ بِوَاسِطَةِ عِيسَى (عَلَيْهِ السَلَامُ). وَهَذِهِ الوِلَايَةُ التّكوينِيَّةُ قَدْ تُمْنَحُ لِلمُتَّقِينَ أَيْضاً مِنْ النَّاسِ تَفَضُّلاً مِنْهُ سُبْحَانَهُ، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الوَارِدِ فِي البُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَى بالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعاذَنِي لأعِيذَنَّه) [صَحِيحُ البُخَارِيِّ 7: 190، وَرَوَاهُ بِلَفْظِهِ ثِقَةُ الإِسْلَامِ الكُلَينِيُّ فِي أُصُولِ الكَافِي2: 352، الحَدِيثُ السَّابِعُ، بِسَنَدِهِ عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَنْ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ )]. قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي "مَجْمُوعِ الفَتَاوَى": ((وَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: يَا عَبْدِي، أَنَا أَقُولُ للشَّيءِ كُنْ فَيَكُونُ، أطِعْنِي أَجْعَلْكَ تَقُولُ للشّيءِ كُنْ فَيَكُونُ، يَا عَبِّدِي، أَنَا الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، أطْعَنِي أَجْعَلْكِ حَيّاً لَا تَمُوتُ. وَفِي الأَثِّرِ أَنَّ المُؤْمِنَ تَأتِيهِ التُّحَفُ مِنْ اللهِ مِنْ الحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ إِلَى الحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، فَهَذِهِ غَايَةٌ لَيْسَ وَرَاءَهَا مَرْمىً، كَيْفَ لَا وَهُوَ بِاللهِ يَسْمَعُ، وَبِهِ يُبْصِرُ، وَبِهِ يَبْطُشُ، وَبِهِ يَمْشِي، فَلَا يَقُومُ لِقُوَّتِهِ قُوَّةٌ)) [مَجْمُوعُ الفَتَاوَى 4: 377]. اِنْتَهَى. وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي كِتَابِهِ "النًّبوَّاتِ": ((فَإِذَا كَانَ آيَةَ نَبِيٍّ إِحْيَاءُ اللهِ المَوْتَى لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ يُحْيِيَ اللهُ المَوْتَى لِنَبِيٍّ آخَرَ أَوْ لِمَنْ يَتَّبِعُ الأَنْبِيَاءَ، كَمَا قَدْ أُحْيِىَ المَيِّتُ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ آيَةً عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَنُبُوَّةِ مَنْ قَبْلَهُ إِذَا كَانَ إِحْيَاءُ المَوْتَى مُخْتَصّاً بِالأَنْبِيَاءِ وَأتْبَاعِهِمْ). وَقَالَ فِي الكِتَابِ نَفْسِهِ: ((فَإِنَّهُ لَا رِيبَ أَنَّ اللهَ خَصَّ الأَنْبِيَاءَ بِخَصَائِصَ لَا تُوجَدُ لِغَيْرِهِمْ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ مِنْ آيَاتِهِمْ مَا لَا يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ غَيْرُ الأَنْبِيَاءِ، بَلْ النَّبِيُّ الوَاحِدُ لَهُ آيَاتٌ لَمْ يَأْتِ بِهَا غَيْرُهُ مِنْ الأَنْبِيَاءِ كَالعَصَا وَاليَدِ لِمُوسَى وَفَرْقِ البَحْرِ، فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِ مُوسَى، وَكَاِنْشِقَاقِ القَمَرِ وَالقُرْآنِ وَتَفْجِيرِ المَاءِ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الآيَاتِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ لِغَيْرِ مُحَمَّدٍ مِنْ الأَنْبِيَاءِ، وَكَالنَّاقَةِ الَّتِي لِصَالِحٍ فَإِنَّ تِلْكَ الآيَةَ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا لِغَيْرِهِ وَهُوَ خُرُوجُ نَاقَةٍ مِنْ الأَرْضِ بِخِلَافِ إِحْيَاءِ المَوْتَى فَإِنَّهُ اشْتَرَكَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ، بَلْ وَمِنْ الصَّالِحَيْنِ)) [النُّبوَّاتُ: 218]. اِنْتَهَى. وَقَدْ نَقَلَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ وَكَذَلِكَ ابْنُ حَجَرٍ العَسقَلانِيِّ عَنْ شَيبَانَ النَّخَعيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ حِمَارٌ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَلُمَّ نَتَوَزَّعُ مَتَاعَكَ عَلَى رِحَالِنَا. فَقَالَ لَهُمْ: أَمْهِلُونِي هُنَيْهَةً. ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا اللهَ تَعَالَى فَأَحْيَا لَهُ حِمَارَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ [انْظُرُ: مَجْمُوعَ الفَتَاوَى 11: 281، الإِصَابَةَ فِي تَمْيِيزِ الصَّحَابةِ 5: 192]. وَأَيْضاً يَنْقُلُ أَهْلُ السُّنَّةِ فِي كُتُبِهِمْ عَنْ إِطَاعَةِ العَنَاصِرِ الأَرْبَعَةِ (المَاءُ وَالهَوَاءُ وَالتُّرَابُ وَالنَّارُ) لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، قَالَ السَّخاوِيُّ فِي "التُّحْفَةِ اللَّطِيفَةِ " فِي تَرْجُمَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: ((وَتَرْجُمَتُهُ تَحْتَمِلُ مُجَلَّداً ضَخْماً، وَمِمَّنْ أُفْرَدَهَا الذَّهَبِيُّ فِي "نعم السمر فِي سِيرَةِ عُمَرَ" وَقَدْ أَطَاعَتْهُ العَنَاصِرُ الأَرْبَعُ فَإِنَّهُ كَتَبَ لِنِيْلِ مِصْرَ وَقَدْ بَلَغَهُ أَنَّ عَادَتَهُ أَنْ لَا يُوفِيَ إِلَّا بِبِنْتٍ تُلْقَى فِيه، فَقَطَعَ اللهُ مِنْ كِتَابِهِ هَذِهِ العَادَةَ المَذْمُومَةَ، وَالهَوَاءُ حَيْثُ بَلَغَ صَوْتُهُ إِلَى سَارِيةَ، والتُّرَابُ حِينَ زُلْزِلَتْ الأَرْضُ فَضَرَبَهَا بِالدُّرَّةِ فَسَكَنَتْ، وَالنَّارُ حَيْثُ قَالَ لِشَخْصٍ: ادْرِكْ بَيْتَكَ فقَد احْترَقَ)) [التُّحْفَةُ اللَّطِيفَةُ 2: 337 ]. اِنْتَهَى. فَإِذَا ثَبَتَتْ مِثْلُ هَذِهِ المَنَاقبِ والكَرَامَاتِ فِي حَقِّ عُمَرَ وَغَيْرِهِ مِنْ الصَّحابَةِ بِحَسَبِ مَرْوِيَّاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَمَصَادِرِهِمْ، فَهَذَا يَعْنِي جَوَازَ ثُبُوتِهَا فِي حَقِّ أَئِمَّةِ العِترَةِ الطَّاهِرَةِ (عَلَيْهُمْ السَّلَامُ); فَإِنَّ حُكْمَ الأَمْثَالِ فِيمَا يَجُوزُ وَلَا يَجُوزُ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ. وَأَيُّ مَعْنىً مِنْ مَعَانِي التَّفْوِيضِ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا هُنَا وَهُنَاكَ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى نَحْوِ تَفْوِيضِ المُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ قَالُوا بِأَنَّ اللهَ فَوَّضَ الأَفْعَالَ لِلعِبَادِ يَفْعَلُونَ مَا يَشَاؤُونَ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا دَخْلَ لَهُ فِي أَفْعَالِهِمْ، أَوْ عَلَى نَحْوِ تَفْوِيضِ الغُلَاةِ الَّذِينَ قَالُوا بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَوَّضَ الخَلْقَ وَالرِّزْقَ لِلأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهُمْ السَّلَامُ) بِنَحْوِ الاِسْتِقْلَالِ عَنْهُ سُبْحَانَهُ، فَهَذَا كُلُّهُ مَرْفُوضٌ عِنْدَنَا وَبَاطِلٌ، فَالخَلْقُ إِذَا نُسِبَ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِ اللهِ - كَمَا فِي خَلْقِ عِيسَى (عَلَيْهِ السَلَامُ (للطَّيرِ- إِنَّمَا هُوَ بِإِذْنِ اللهِ وَإِرَادَتِهِ، وَلَيْسَ بِنَحْوٍ مُسْتَقِلٍّ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَجْرَى المُعْجِزَةَ وَالكَرَامَةَ عَلَى أَيْدِي أَوْلِيَائِهِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهُمْ السَّلَامُ) وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهَا، فَالأَمْرُ كُلُّهُ بِيَدِ اللهِ سُبْحَانَهُ.… دمتم في رعاية الله

1