logo-img
السیاسات و الشروط
اسعد عبدالنبي غاوي داخل ( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

القران الكريم

السلام عليكم . عندي سؤال ، في سورة الحج الاية 2 ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) ، هل هذه الاية تنطبق على كل الناس من المؤمنين والعاصين والكافرين ، ام لا ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا نجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: ١- الآية المباركة( وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى )من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ، وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ، كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إلى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ فهذا خطاب من الله تعالى لجميع المكلفين من البشر يأمرهم بأن يتقوا معاصي الله لأنه يستحق بفعل المعاصي والاخلال بالواجبات العقوبات يوم القيامة. ثم اخبر " ان زلزلة الساعة " يعني القيامة " شئ عظيم " . ٢-قوله تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) معناه تراهم سكارى من الفزع، وما هم بسكارى من شرب الخمور. وإنما جاز " وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى "، لأنها رواية تخيل. وقيل: معناه كأنهم سكارى من ذهول عقولهم لشدة ما يمر بهم، فيضطربون كاضطراب السكران من الشراب. وقرأ أبو هريرة (وترى الناس) بضم التاء، والناس منصوب على أنه مفعول ثان. وتقديره وترى أن الناس. وتكون " سكارى " نصبا على الحال. ومن قرأ " سكرى " جعله مثل جرحى وقتلى. وقيل: هما جمعان كسكران وسكرانة، قال أبو زيد: يقولون: مريض ومراضى، ومرضى. فمن قرأ " سكرى " فلان السكر كالمرض والهلاك، فقالوا: (سكرى) مثل هلكى ومثل عكلى. ومن قرأ " سكارى " فلانه روي أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ كذلك. ثم علل تعالى ذلك، فقال ليس هم بسكارى " ولكن عذاب الله شديد " فمن شدته يصيبهم ما يصيبهم من الاضطراب. ٣-جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج١٤،ص ٣٣٩-٣٤٠: وقوله: " وترى الناس سكارى وما هم بسكارى " نفي السكر بعد إثباته للدلالة على أن سكرهم وهو ذهاب العقول وسقوطها في مهبط الدهشة والبهت ليس معلولا للخمر بل شدة عذاب الله هي التي أوقعتها فيما وقعت وقد قال تعالى: " إن أخذه أليم شديد " هود: 102. وظاهر الآية أن هذه الزلزلة قبل النفخة الأولى التي يخبر تعالى عنها بقوله: " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والأرض إلي من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " الزمر: 68 وذلك لان الآية تفرض الناس في حال عادية تفاجؤهم فيها زلزلة الساعة فتنقلب حالهم من مشاهدتها إلى ما وصف، وهذا قبل النفخة التي تموت بها الاحياء قطعا. وقيل: إنها تمثيل شدة العذاب أي لو كان هناك راء يراها لكانت الحال هي الحال، ووقوع الآية في مقام الانذار والتخويف لا يناسبه تلك المناسبة إذ الانذار بعذاب لا يعلم به لا وجه له. دمتم في رعاية الله