( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الاخلاق المذمومة

الاخلاق المذمومة حجب عن المعارف الالهية ؟


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن من المواضيع المهمة التي يجب على السالك معرفتها هي آثار الأخلاقالمذمومة على النفس الاخلاق المذمومة هي الحجب المانعة عن المعارف الالهية، و النفحات القدسية اذ هي بمنزلة الغطاء للنفوس فما لم يرتفع عنها لم تتضخ لها جلية الحال اتضاحا، كيف و القلوب كالاواني فاذا كانت مملوءة بالماء لا يدخلها الهواء فالقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها معرفة الله و حبه و انسه، و الى ذلك اشار النبي صلى الله عليه و آله و سلم بقوله: «لو لا ان الشياطين يحرمون الى قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماوات و الارض‏» فبقدر ما تتطهر القلوب من هذه الخبائث تتحاذى شطر الحق الاول و تلألأ فيها حقائقه كما اشار اليه صلى الله عليه و آله: «ان لربكم في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها» فان التعرض لها انما هو بتطهير القلوب عن الكدورات الحاصلة عن الاخلاق الردية فكل اقبال على طاعة و اعراض عن سيئة يوجب جلاء و نورا للقلب يستعد به لافاضة علم يقيني، و لذا قال سبحانه: «و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» . ثم ما يظهر للقلب من العلوم لطهارته و صفاء جوهره هو العلم الحقيقي النوراني الذي لا يقبل الشك و له غاية الظهور و الانجلاء لاستفادته من الانوار الالهية و الالهامات الحقة الربانية، و هو المراد بقوله عليه السلام: «انما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء «و اليه اشار مولانا امير المؤمنين عليه السلام بقوله: «ان من احب عباد الله اليه عبدا اعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن و تجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه‏» (الى ان قال) : «قد خلع سرابيل الشهوات، و تخلى من الهموم الا هما واحدا انفرد به، فخرج من صفة العمى و مشاركة اهل الهوى، و صار من مفاتيح ابواب الهدى و مغاليق ابواب الردى، قد ابصر طريقه و سلك سبيله و عرف مناره، و قطع غماره ، و استمسك من العرى باوثقها و من الحبال بامتنها فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس‏» و في كلام آخر له عليه السلام «قد احيى قلبه و امات نفسه حتى دق جليله و لطف غليظه، و برق له لا مع كثير البرق، فابان له الطريق و سلك به السبيل، و تدافعته الابواب الى باب السلامة و دار الاقامة، و ثبتت رجلاه لطمانينة بدنه في قرار الامن و الراحة بما استعمل قلبه و ارضى ربه‏» . و قال عليه السلام في وصف الراسخين من العلماء: «هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة و باشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون و انسوا بما استوحش منه الجاهلون و صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى‏» . الهي نبهنا من نومة الغافلين.......... وصلي اللهم على الحبيب المصطفى محمد وآله أجمعين يا علي يا علي يا علي المصدر: كتاب جامع السعادات للنراقي

1