الإسلام وأبهى صور التوقير للمسنين
كيف امر الاسلام باحترام ووقار كبار السن ؟
رحلة الإنسان إلى عالم الشيخوخة، الرحلة التي وصفها القرآن الكريم في مواضع كثيرة، والتي تتضمن الكثير من آيات الله -سبحانه وتعالى- وسنته في خلقه
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ).
لقد دعانا الإسلام لاحترام ذوي الشيبة من المؤمنين وكبار السن عامة، بل عد من يجهل حقهم منافقاً، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف بالنفاق: ذو الشيبة في الإسلام، وحامل القرآن، والإمام العادل" ولهذه الدعوة فائدتان أساسيتان:
الأولى: أن في احترام كبار السن إشعارا لهم بمكانتهم وأنهم مهما كبروا فن مكانتهم بين أفراد المجتمع محفوظة لأنهم أصحاب التجارب الطويلة والخبرة العميقة بتفاصيل الحياة.
والثانية: أن احترام الكبار فضلاً عن كونه من الأخلاق النبيلة، فإنه مما وعد عليه الله تعالى الثواب الكبير وهذا ما تدل عليه الروايات الكثيرة منها ما روي عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ".: من وقر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة".
وكما حثت الروايات الشريفة على احترام الكبار فإنها نهت عن الاستخفاف فيهم ففي الرواية: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): "من إجلال الله عز وجل إجلال المؤمن ذي الشيبة ومن أكرم مؤمنا فبكرامة الله بدأ ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته".
بالإضافة إلى ما ورد من أحاديث وتوصيات بتوقير ذي الشيبة فإن الأحكام الشرعية في الإسلام دائما تأخذ في الاعتبار مبدأ التخفيف عن صاحب الحرج، كالمسن .. نرى ذلك بشكل واضح في جل التشريعات الإسلامية.. فقد خفف الشرع عن المسن في الكفارات والفرائض والواجبات.
لقد شمل الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" كبار السن والعجزة في الأمة بحق الضمان الاجتماعي فكان (ع) يقول: "يكرم