( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

العُجب

١- ما العُجب وما هي مصاديقه؟ ٢- وهل الشعور بالفرح عند رؤية تعليقٍ جميلٍ أو مديح لبعض المنشورات يُعَدُّ من العُجب؟


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته العُجب :هو ابتهاج الإنسان وسروره بتصوّر الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله، والإدلال بها بظنّ تماميّتها وخلوصها، وحسبان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير. وإنّ المطالع لأحاديث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) یجد أنّهم ذموا رذيلة العُجب بشكل كبير، وخوّفوا من الوقوع بها لكونها فرصة كبيرة لمكائد الشيطان، وممّا جاء في كتاب الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر لمّا ولّاه مصر: "إيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحبّ الإطراء فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه؛ ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين".(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:ج١٧،ص١١٣). وكذلك بيّنوا أنّ العُجب أعظم من الذنب عند الله سبحانه وتعالى: فقد ورد عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : "إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العُجب، ولولا ذلك ما ابتُلي مؤمن بذنب أبداً".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٦٩،ص٣٠٦). واعتبر علماء الأخلاق أنّ الأمور التي يمكن للإنسان أن يُصاب بالعُجب من ورائها، ترجع أمور عدّة منها: ١-أن يعجب بجسده من حيث الجمال والشكل والصحة و...، والعلاج يكون من خلال التفكّر من أين أتى وإلى أين مصيره وما يحتوي من قاذورات في جسده. ٢-أن يعجب بقوته وقدرته، وعلاجه أن يتفكّر بأنّ مرض بسيط كالحمى يضعف قوته، وشوكة وذبابة تعجزه. ٣-أن يعجب بذكائه وعقله، وعلاجه أن يلتفت إلى أنّه أدنى مرض يصيب دماغه يخل بعقله. ٤-أن يعجب بنسب السلاطين والظلمة وأعوانهم دون نسب العلم والدين، وعلاجه أن يتفكّر في مخازيهم ومساوئهم وأنّهم ممقوتون عند الله وقد استحقوا النار. ٥-أن يعجب بكثرة الخدم والأولاد والأقارب والعشائر والأنصار، وعلاجه أن يتفكّر بأنّه هو وهم عبيد وعجزة ومآبهم إلى التراب ولن ينفعوه هناك، بل سيهربون منه. ٦-أن يعجب بالمال، وعلاجه أن يتفكّر بأنّ المال يأتي ويذهب ولا أصل له. ٧-أن يعجب بالرأي الخطأ، وعلاجه أن يكون متهماً لرأيه ولا يغترّ به إلّا أن يأخذ مُسنداً من القرآن الكريم والسنة النبوية. دمتم في رعاية الله

6