اذا كان الله يعلم علم اليقين عندما خلق كل احد منا اين سيذهب الى النار او الى الجنة؟طيب اذا اعتبرنا ان الله كتب ما سنختاره بملئ إرادتنا ، ولنقل أنه مكتوب عنده اني سوف افعل المعاصي ونهايتي بالنار ولم اخلق بعد ، ولكن تساؤلي الاهم هنا هو أليس الله يحبني أكثر من نفسي التي بين جنبي!فكيف يتركني أذهب الى التهلكة وهو على علم اني ذاهب الى هناك؟. ثانيا الم يخلق الله كل شيء بكامل ارادته وهو يعلم كيف سيكون كل واحد فينا وما مصيره وماذا سيختار ؟ اذا هو من خلقني من اهل النار بالمقام الاول بناء على اختياري الذي هو جزء من خلقي اساسا ، فكيف اذا يحاسبني على سلوكي بالطريقة التي جلبني عليها بيديه بالمقام الاول؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم اخي محمد في تطبيقكم المجيب
وصول الانسان الى الجنة او الى النار انما كان باختياره هو وليس باختيار الله تعالى فالله خلق الانسان مختارا يختار الحق او يختار الباطل وانت الان بوجدانك تشعر عندما تريد ان تفعل شيئا انك انت من يختار فلو اخترت الخير مدحك الناس وان اخترت الشر ذمك الناس لان الفاعل انت في كل هذا ان خيرا فخير وان شرا فشر وهذه القدرة على الاختيار هي منحة من الله تعالى اكرمنا بها على سائر خلقه مع ما اعطانا من الالات والادوات التي تعيننا على اختيار الحق او اختيار الباطل وزيادة على ذلك ما تركك مع شهواتك وملذاتك وانانيتك وغير ذلك من عوامل الانحراف بل ارسل اليك اناسا في اعلى مراتب الطاعة والهداية يعلمونك ويحذرونك ويقيمون عليك الحجة في السير على طريق الحق وهم الانبياء فهنا تفضل علينا زيادة على ما تفضل سابقا ومن هنا نقول ان الله تعالى نعمه لا تحصى ولا تعد على عباده ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)) (ابراهيم:34) فان سار مع كل هذه المساعدات التي تعدم اي عذر للانسان في ترك الحق فان سار نحو الحق واعتقد بالحق سبحانه وعمل الصالحات فان الله تعالى وعده الخير والثواب والاجر الجزيل والنعيم المقيم وان سار عكس التيار وترك كل هذا وراء ظهره فهو من ينسج لنفسه العذاب وكل ما يحصل منه واليه وهي اعمالكم ردت اليكم وهي التي تكوي جلودكم كمن يرمي بنفسه من شاهق او يرمي نفسه بالنار فانه بلا شك سوف يحترق وليس الله هو من احرقه
هذا كله ليس فيه ادنى شك عندك
الان ناتي هل علم الله تعالى بكل اختيارات الانسان يغير شيء بالمعادلة؟
بالتاكيد علم الله تعالى لا يغير شيئا في هذه المعادلة فسواء علم الباري او لم يعلم بما سوف اصير اليه فانه لا يؤثر على اختياري ولا يؤثر على محاسبة الله تعالى لي واضرب مثالا كي تتضح الفكرة
لو ان استاذا في مدرسة يعرف مستوى طلبته معرفة تامة بحيث يعرف ان هذا الطالب سوف يحصل على درجة امتياز في الامتحان ويعرف ان ذاك الطالب سوف يحصل على درجة مقبول في الامتحان ويعلم ان طالبا ثالثا سوف لن يوفق في اجتياز الامتحان وفعلا دخل الطلاب الثلاثة الى الامتحان وكانت النتيجة كما قال الاستاذ
وبالتالي نال الطالب المتفوق ما يستحقه من النتيجة وبالتالي قبل في اعلى الكليات والجامعات ونال الطالب المقبول قبولا بسيطا ولم يحظ الطالب غير الموفق في الامتحان شيئا من الدراسات الجامعية
فالسؤال هنا
هل يمكن ان ياتي الطالب الفاشل ويعترض على الاستاذ ويقول له انت كيف تدخلني الامتحان وانت تعلم اني سوف افشل في الامتحان فهذا كلام غير منطقي ولا يمكن ان يقبله احد بل في كل الاحوال توجه اصابع التقصير للطالب وانك انت باختيارك ا خترت هذا الطريق فلا تعترض على غيرك كي تحمله تبعات اخاطئك
فكذالك الحال مع الباري تعالى فان علمه بما يختاره العبد بمحض اختياره لا يغير من المعادلة شيء فالانسان يبقى مختارا في كل ما يعمله ويريده في ضمن دائرة تكليفه وليس له ان يعترض على الله تعالى بل عليننا جميعا ان نكون شاكرين له على فضله وكرمه ان شرفنا بالعقل وهدانا بالانبياء والاوصياء ياخذون بيدنا ويوصلونا الى طريق النجاة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته