تفسير قوله تعالى في سورة الانعام الاية 146
ما تفسير الاية 146 من سورة الانعام ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) صدق الله العلي العظيم وهل تشمل هذه الحرمه المسلمين ام فقط اليهود . شكرا لكم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٤ -ص٥٠٠-٥٠٢: في الآيات السابقة حصرت المحرمات من الحيوان في أربعة، غير أن هاتين الآيتين تشيران إلى بعض ما حرم على اليهود ليتبين أن أحكام الوثنيين الخرافية والمجهولة لا تنطبق لا على أحكام الإسلام، ولا على دين اليهود (بل ولا على دين المسيح الذي يتبع في أكثر أحكامه الدين اليهودي). ثم إنه قد صرح في هذه الآيات أن هذا النوع من المحرمات على اليهود كان له طابع المعاقبة وصفة المجازاة، ولو أن اليهود لم يرتكبوا الجنايات والمخالفات لما حرم عليهم هذه الأمور، وعلى هذا الأساس لسائل أن يسأل الوثنيين: من أين أتيتم بهذه الأحكام المصطنعة؟ ولهذا يقول سبحانه في البداية: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر. و " الظفر " هو في الأصل المخلب، ولكنه يطلق أيضا على ظلف الحيوانات من ذوات الأظلاف (من الحيوانات التي لها أظلاف غير منفرجة الأصابع كالحصان لا كالغنم والبقر التي لها أظلاف منفرجة) لأن أظلافها تشبه الظفر، كما أنه يطلق على خف البعير الذي يكون منتهاه مثل الظفر، ولا يكون فيه انشقاق وانفراج مثل انفراج الأصابع. وعلى هذا الأساس فإن المستفاد من الآية المبحوثة هو أن جميع الحيوانات التي لا تكون ذات أظلاف - دوابا كانت أو طيورا - كانت محرمة على اليهود. ويستفاد هذا المعنى - على نحو الإجمال أيضا - من سفر اللاويين من التوراة الحاضرة الإصحاح 11 حيث يقول: " وأمر الرب موسى وهارون: أوصيا بني إسرائيل: هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع بهائم الأرض: تأكلون كل حيوان مشقوق الظلف ومجتر، أما الحيوانات المجترة فقط ذو المشقوقة الظلف فقط، فلا تأكلوا منها، فالجمل غير طاهر لكم لأنه مجتر ولكنه غير مشقوق الظلف " (1). كما أنه يمكن أن يستفاد من العبارة التالية في الآية المبحوثة التي تحدثت عن خصوص البقر والغنم فقط حرمة لحم البعير على اليهود بصورة كلية أيضا. (تأمل بدقة). ثم يقول سبحانه: ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما. ثم يستثني بعد هذا ثلاثة موارد: أولها الشحوم الموجودة في موضوع الظهر من هذين الحيوانين إذ يقول: إلا ما حملت ظهورهما. وثانيا: الشحوم الموجودة على جنبيها، أو بين أمعائها: أو الحوايا (1). وثالثا: الشحوم التي امتزجت بالعظم والتصقت به أو ما اختلط بعظم. ولكنه صرح في آخر الآية بأن هذه الأمور لم تكن محرمة على اليهود - في الحقيقة - ولكنهم بسبب ظلمهم وبغيهم حرموا - بحكم الله وأمره - من هذه اللحوم ولشحوم التي كانوا يحبونها ذلك جزيناهم ببغيهم. ويضيف - لتأكيد هذه الحقيقة - قوله: وإنا لصادقون وإن ما نقوله هو عين الحقيقة. دمتم في رعاية الله