( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الشرك الخفي

هل الرياء هو الشرك الخفي؟


يعدّ الرياء مصداقاً للشرك الخفي ويتحقق في نية الرياء والسمعة في العبادات . رُوى عن النبي (صلى الله عليه وآله ) أنّه قال: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي، فإنّ الشرك أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء".(الريشهري، ميزان الحكمة: ج، ص١١١). وورد في الخبر أيضاً : "إنّ مَن صلّى أو صام أو حجّ، وهو يريد بذلك أن يمدحه الناس فقد أشرك في عمله".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٦٩، ص٣٠١). وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام ) أنّه قال: "لو أنّ عبداً عمل عملاً يطلب به رحمة الله والدار الآخرة، ثمّ أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركاً".(الصدوق، ثواب الأعمال: ص٢٤٢). فالواجب في الصلاة وغيرها من العبادات أن تكون النية فيها خاصةً لوجه الله وقربةً إلى الله وحده، بأن يتوجّه الإنسان في حين عمله العبادي إلى ربه (عزّ وجلّ)، ويتكلّم معه وحده، ويركّز ذهنه، ويوجّه قلبه إلى الذات الموصوفة بالصفات التي ذكرناها، وذلك هو الله لا إله إلّا هو. وهناك مصداق آخر للشرك الخفي نذكره لتعمّ الفائدة وهو: أَنْ يُنِيطَ الإِنْسَانُ الأَسْبَابَ كُلَّهَا بِمَخْلُوقٍ مِثْلِهِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ شِرْكًا خَفِيًّا غَفْلَةً مِنْهُ، وَهُوَ مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}.(يُوسُفُ: آية 106). فقدجَاءَ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي تَفْسِيرِهِ لِلآيَةِ الكَرِيمَةِ :"هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلَا فُلَانٌ لَهَلَكْتُ، وَلَوْلَا فُلَانٌ لَأُصِبْتُ بِكَذَا، وَلَوْلَا فُلَانٌ لَضَاعَ مَالِي. أَلَا تَرَى أَنَّهُ جَعَلَ للهِ شَرِيكًا فِي مُلْكِهِ يَرْزُقُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ؟ قَالَ قُلْتُ: فَيَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ اللهَ مَنَّ عَلَيَّ بِفُلَانٍ لَهَلَكْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهَذَا". (الحر العاملي، وَسَائِلُ الشِّيعَةِ: ج 15، ص215).

1