( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

هارون الرشيد

ماذا كان يقول هارون لموسى بن جعفر ؟


ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار أن هارون كان يقول لموسى بن جعفر : يا أبا الحسن خذ فدكا ( 1 ) حتى أردها عليك ، فيأبى ، حتى ألح عليه فقال : " لا آخذها إلا بحدودها " قال : وما حدودها ؟ قال : " يا أمير المؤمنين إن حددتها لم تردها " ، قال : بحق جدك إلا فعلت ، قال : " أما الحد الأول فعدن " فتغير وجه الرشيد وقال : هيه ، قال : " والحد الثاني سمرقند " فأربد وجهه ، قال : " والحد الثالث إفريقية " فاسود وجهه وقال : هيه ، قال : " والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وإرمينية " ، قال الرشيد : فلم يبق لنا شئ ، فتحول في مجلسي ، قال موسى ( عليه السلام ) : " قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها " . فعند ذلك عزم على قتله ( 2 ) . __________ 1.قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة ، أفاءها الله تعالى على رسوله ( صلى الله عليه وآله ) صلحا سنة سبع من الهجرة ، وأعطاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ( عليها السلام ) ، وكانت ملكا لها في حياته تستفيد من خيراتها ، إلا أن أبا بكر حرمها منها ، فاغتاظت منه الزهراء وحاججته في ذلك الأمر لكنه أبى ، وبقيت فدك هكذا حتى ردها الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز إلى أبناء فاطمة ( عليها السلام ) ثم نزعها منهم يزيد ابن عبد الملك ، فلم تزل في أيدي الأمويين حتى ولي العباسيون فدفعها أبو العباس السفاح إلى الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ثم أخذها المنصور ، ثم أعادها ولده المهدي ، ثم أخذها موسى الهادي ، إلى أن ولي المأمون فأعادها إليهم . 2. ربيع الأبرار 1 : 315 . ( * )

2